لا أحد ينكر أننا نعيش فترة حرجة من حيث ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الأساسية بصورة دعت الحكومة لتكثيف الإداء للخروج من الأزمة المستحكمة.
وحسنا فعلت الحكومة بعدما اتفقت مع صندوق النقد الدولي علي استقبال 3 مليارات دولار كدعم وفق شروط من الصندوق بهدف إقالة الجنيه من كبوته بعد هبوطه الشديد أمام الدولار الأمريكي, وتسديد الديون المستحقة, وعلاج التضخم الذي بلغ 23%.
من أهم شروط الصندوق تحرير سعر صرف الجنيه بمرونة كاملة أمام العملات الأحنبية, فلا يكون بالسوق المصرية سعران أحدهما رسمي والآخر غير رسمي بالسوق الموازية, وهو ما تبذل الحكومة جهدا فيه لتضييق الفجوة بين السعرين.
الاتفاق تم بضمان عدد من الدول الخليجية وبموجبه تستقبل مصر نحو 14 مليار دولار قروضا أخري ميسرة, مع السماح ببيع شركات حكومية, وإفساح مجال أكبر للقطاع الخاص لكي يقود عجلة الاقتصاد وتخارج الشركات التابعة للقوات المسلحة من خلال البورصة, واستمرار دعم الحكومة للتموين والغذاء والصحة لحماية الفئات الأولي بالرعاية.
أهم الخطوات التي أقدمت الحكومة علي اتخاذها كان قرار وقف البدء في المشروعات الجديدة التي لم تبدأ ويدخل فيها مكون دولاري, حيث تحتاج الحكومة لإحداث وفرة في النقد الأجنبي مما يساهم في وقف انهيار الجنيه, وذلك ضمن خطة ترشيد الإنفاق.
حاليال لدينا عجز في ميزان المدفوعات, حيث مازلنا نستورد تقريبا, ضعف ما نصدر من سلع ومنتجات, وبزيادة حصيلة النقد الأجنبي يمكن المساهمة في حل لغز عجز الموازنة.
وتسعي الحكومة لبلوغ هدف 100 مليار دولار صادرات وفقا لطموحات القيادة السياسية, فهل نبلغ الهدف؟
لابد من إدارة حاذقة للأزمة بكافة جوانبها, فعلي سبيل المثال لا الحصر لدينا أزمة ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بعد أن شحت الأعلاف, التي كانت بالموانئ, مما أدي للأزمة, وقام عدد من مربي مزارع الدواجن لبيع أمهات الدواجن بعد أن ارتفعت الأعلاف بشكل مخيف فقل المعروض وارتفع السعر.
وأخيرا جاءت – كالعادة- القرارات من الرئيس السيسي بالإفراج عن أطنان الأعلاف بالموانئ لتنفرج الأزمة بعض الشيء, ذلك أن استعادة مربي الدواجن ممن أغلقوا مزارعهم تستغرق شهورا للعودة.
ولا يخفي أهمية صناعة الدواجن التي تحقق اكتفاء ذاتيا بأكثر من90% , وهي البديل الرئيسي للحوم, فضلا عن الأسماك أقوي مكون بروتيني لكنه لا يشهد انخفاضا في الأسعار برغم تعدد البحيرات والمزارع السمكية!
ندعو الله أن يلهم الحكومة حكمة اتخاذ مجموعة اقتصادية ذات خبرات عالية في علاج الأزمات بحلول آنية وخطط قصيرة وطويلة الأمد, وأن تعمل علي إدارة الأزمة بعدم وقوع الأزمة أولا. وأزمة الدواجن مثال صارخ.. فهل نشهد عن قريب انفراجة لأزماتنا في ظل الاتفاق الأخير؟