سباق محموم يجري بسرعة الصاروخ علي وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها لأجل تحقيق أرقام مشاهدة عالية..
ورغم أن الأخبار لا تخرج في الغالب عن أحوال أهل الفن من زواج وطلاق وما يرتبط بذلك من أسرار يحقق إفشاؤها الهدف المشود.. إلا أن الوتيرة زادت بدرجة لافتة.
ويجدر بنا التساؤل حول الظاهرة التي لا تخرج عن إلهاء العباد عن كل ما هو نافع ومفيد وذي قيمة يحتذي بها.
هل نتذكر الخبر المثير والمعروف بالتريند وتصدره عريس الإسماعيلية الذي ضرب عروسه في ليلة الزفاف ولم ينفض الفرح إلا بعد أن خرج الرجل وزوجته معبرين عن سعادتهما وكأن شيئا لم يحدث!!.. هل هذا بتريند؟!
وخبر طلاق الفنان مصطفي فهمي وزوجته الإعلامية فاتن موسي وأسرار العلاقة بينهما.. هل هذا أيضا بتريند؟!.
كذلك فنانة حلقت شعرها لمجرد شعورها بالضيق بعد إعلان طلاقها ثم عادت لعش الزوجية.. هل في الخبر ما يشد؟!
المأساة أن أرقام المشاهدة كبيرة!!
ما يثير الدهشة أن بعض البرامج بالشاشة الصغيرة تبني أهم ساعات البث حول التريندات الحاصلة علي السوشيال ميديا, تناقش وتحلل الحدث وكأن المشاكل والأزمات زالت من قاموس حياتنا اليومي أو هي مواد لالهاء العباد في ظل أزمات أكبر ترتبط بالغلاء والمعيشة والوظائف.
لدينا بحق جبال من المشاكل والأزمات المتراكمة لعقود ولم تلتفت لها الحكومات المتعاقبة بحلول آمنة!!
السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا يشجع إعلامنا مثل هذا السفه والضحالة والسطحية وننقله للناس؟!!
برامج عديدة تعمل علي الأخبار الباهتة وتتخذها مادة للعرض والتحليل.. ومع ذلك بالإمكان استثمار بعض التريندات.
لدينا مثلا المواطن سعيد عبد الحي مصطفي ـ الذي تدهورت حالته الصحية منذ أيام وأمر الرئيس السيسي بعلاجه علي نفقة الدولة.
بإمكاننا استثمار قصة سعيد الشاب الهرم حيث يبدو كرجل محسن وهو مريض هو وزوجته وبرغم سنة التي لم تتخط الأربعين, إلا أن لديه خمسة أبناء!!
سعيد الأب يجسد كتريند الجهل والفقر والمرض, فهو برغم دخله المتواضع لا يأبه بازدياد عدد أفراد أسرته وما يشكله ذلك من مسئوليات وتبعات ينوء بها كاهله الضعيف.
سعيد وملايين مثله أصل أزمة مصر الاقتصادية.. فهو وغيره يساهمون في رفع معدل المواليد الذي بلغ معدل 2.6% سنويا فنحن نستقبل نحو ثلاثة ملايين إنسان وليد يحتاجون كل المستلزمات الأساسية من غذاء وعلاج وتعليم وسكن وغيره الكثير.
لماذا لا يكون تريند سعيد المريض نقطة انطلاق لإصلاح عادات قديمة بالية يعيش بها أهالينا بالريف المصري, ويشكلون نحو 60% من سكان مصر؟!.
نحتاج وقفة مع التريند الإعلامي, فلا يكون للتسلي أو التشفي أو لشغل ساعات بث بل لإصلاح أحوالنا المهترئة.