المسيح قام… بالحقيقة قام
لقد قام السيد المسيح من الأموات من أكثر من ألفي عام, والحقيقة أننا نحن الذين في حاجة شديدة لأن نقوم من الأموات كما يقول الرسول لكل من واحد مناقم أيها النائم واستيقظ من الأموات فيضيء لك المسيح(أف5:14) ويقول أيضا:أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم (الموت)… قد تناهي الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور(رو13:11) لقد سيطر علينا ثبات نوم الموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس وسيطرت علينا أعمال الظلمة بعدنا عن الله وصرنا أكثر اقترابا من العالم وسيطر علينا العالم بغروره وشهواته وملذاته وكل ما فيه رغم أن الرسول ينصحنا لاتحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم(1يو2:17). وأيضا قول الرسول يعقوب أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله فمن كان محبا العالم فقد صار عدوا لله(يع4:4) لم نعد نفكر في السماء وفيما هو فوق صار كل تفكيرنا أرضيا وهكذا أيضا مشاعرنا رغم أن الرسول يقول:إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله(كو3:1).
نحن في حاجة لأن نقوم مع المسيح الذي قام ظافرا منتصرا علي الموت وعلي الشيطان وعلي العالم كله. ونحن نود أن نقوم وننتصر ونغلب ونصارع ضد كل هؤلاء الاعداء جميعا حتي يكون لنا نصيب وميراث فيما هو فوق. نحن في حاجة لأن نعيش القيامة الثانية قيامة التوبة والرجوع إلي الله وأن نمسك فيه بكل قوة مثلما فعلت مريم المجدلية التي أمسكت به ولم ترد أن ترخه(نش3:4) الأيام أصبحت شديدة وقاسية ونحن صرنا ضعفاء وفي أمس الحاجة إلي قوة تسندنا نظير قوتنا التي خارت وأنهكت لهذا يسعفنا الرسول بالعلاج فيقول:لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته(في3:10).
إذن فلندخل إليه في شركة آلامه بالصبر والجهاد والاحتمال وطول الأناة ونحن ناظرون إلي رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع(عب 12:2) حتي نكون مستحقين أن نحصل علي قوة وأمجاد قيامته ونظفر بإكليل المجد الذي قيل عنه ومتي ظهر رئيس الرعاه تنالون إكليل المجد الذي لايبلي(1بط5:4).