1- الطقس الكنسي بدءا من عيد القيامة وطول فترة الخماسين:
تقدم لنا الكنيسة طقسا مميزا بداية من ليلة عيد القيامة المجيد, حيث تطفئ أنوار الكنيسة بعد الانتهاء من قراءة فصل الإبركسيس الخاص بالقداس ويقوم رئيس الكهنة أو الكهنة بقفل الستر, وكأن الكنيسة تصحبنا في رحلة إلي القبر و…الظلام باق (يو20:1), لنشهد علي القبر الفارغ مع بطرس ويوحنا (يو20:7).
الكنيسة تقدم لنا هذا الطقس لنعيش معها الحدث وكأنه الآن, كي ما نحيا ونؤمن ونشهد بقيامة رب المجد من بين الأموات.
يدور حوار بين الأسقف أو الكاهن وهم داخل الهيكل مع الشمامسة في خارجه إعلانا للقيامة ثم يفتح ستر الهيكل مرة أخري وتضاء الأنوار, وكل هذا ما هو إلا تجسيدا وتمثيلا لما حدث في قيامة السيد المسيح الذي قام والظلام باق ثم نزل الملاك ودحرج الحجر وأعلن قيامة المسيح: وإذا زلزلة عظيمة حدثت, لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه, مبشرا النسوة قائلا: ليس هو ههنا, لأنه قام كما قال! هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه (مت28:2).
بعد ذلك تقوم الكنيسة بعمل زفة لأيقونة القيامة في الكنيسة كلها بداية من قداس العيد وحتي نهاية الخماسين المقدسة كلها في صحن الكنيسة وفي داخل الهيكل (ما بين الصعود والعنصرة), وهي تنشد ألحان القيامة بالنغمة الفرايحي الجميلة التي تصلي بها خلال الأيام المباركة كي ما تساعدنا أن نحيا هذه المناسبة.
2- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال المعمودية:
ففي سر المعمودية نموت وندفن مع المسيح ونقوم أيضا معه, فحين تقوم الكنيسة بعماد طفل فإنها تقوم بتغطيسه داخل الماء ثم ترفعه وكأنه مات ودفن مع المسيح وقام أيضا معه, وهكذا في سر المعمودية, فالكنيسة تجعلنا مشاركين للسيد المسيح في موته وقيامته.
وهو ما وضحه بولس الرسول في رسالته قائلا: مدفونين معه في المعمودية, التي فيها أقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله, الذي أقامه من الأموات (كو2:12).
فدفنا معه بالمعمودية للموت, حتي كما أقيم المسيح من الأموات, بمجد الآب, هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة؟ (رو6:4).
3- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال سر التوبة والاعتراف:
حيث التوبة هي قيامة أيضا من موت الخطية وهو ما عبر عنه الأب في مثل الابن الضال حين قال عنه: لأن ابني هذا كان ميتا فعاش, وكان ضالا فوجد.. (لو15:24).
4- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال سر التناول:
من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه (يو6:56).
ومن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية, وأنا أقيمه في اليوم الأخير (يو6:54).
5- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال الكتاب المقدس:
فمن خلال الكتاب المقدس وقراءاته تنير الكنيسة أذهاننا وتعطينا القيامة من الجهل, ومن البعد عن الله, إلي الإيمان به والثبات فيه فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي (يو5:39). وأيضا من خلال الكتاب المقدس نعيش ونتمتع بوعود الله لنا …من يقبل إلي لا أخرجه خارجا (يو6:37).