التدخل المبكر هو كلمة السر, ولازم يكون عندنا أمل ورجاء وإصرار كانت هذه هي كلمات سلوي جرجس والدة الشاب المتميز رياضيا وفنيا أنطوان ماجد, والتي وجهتها للآباء والأمهات ممن رزقوا بطفل من ذوي الإعاقة, أنطوان كان من ضمن الشباب الذين تم تكريمهم من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في احتفالية قادرون باختلاف التي أقيمت مؤحرا احتفالا باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
تحدثت سلوي جرجس والدة أنطوان, إليوطني وقالت: منذ مولد ابني أنطوان لاحظنا أن لديه ليونة شديدة في الأطراف, وفي الأشهر الأولي له لم يكن لديه أي انتباه للمؤثرات من حوله, وتم تشخيصه في البداية أنه يعاني من مرض الشلل الدماغي, لم نستسلم وبدأنا رحلتنا في التدخل المبكر له منذ أن كان عمره 6 أشهر, وبعد أن أصبح في سن الالتحاق بالمدرسة قمنا بتكثيف جلسات تنمية المهارات والتخاطب, والحمدلله بعد محاولات نجحنا في أن يلتحق بالمدرسة ضمن منظومة الدمج, وبدأت في تبسيط المنهج وتوصيل المعلومة له بشكل غنائي, وقمت بتأليف العديد منها حيث كنت أعمل معلمة في ذات المدرسة التي التحق بها ابني حتي نال فصلي شهرة في المدرسة, التحق أنطوان بالجامعة وهو حاليا في السنة الثالثة بكلية الآداب بالإضافة إلي دراسته في منحة حرة بكلية الفنون الجميلة حيث يتعلم فن الموازاييك والنحت.
وأضافت سلوي جرجس قائلة: أنطوان 20 عاما ومتميز رياضيا في عدة مجالات منها: السباحة وألعاب القوي والفروسية والباتيناج والتزحلق وحصل علي العديد من الميداليات فيها, وهو بطل للجمهورية في رمي القرص والوثب الطويل بجانب الأعمال الفنية الرائعة مثل التصوير والمشغولات اليدوية والإكسسوارات التي ينفذها وشارك بها في بعض المعارض ونال الكثير من التكريمات وشهادات التقدير.
استطردت سلوي جرجس قائلة: التحق أنطوان بنشاط الجوالة في الجامعة وتعلم أشياء كثيرة وحصل علي مراكز وبطولات رياضية, وفي فترة الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا كنا حريصين علي أن يستغل أنطوان وقته جيدا بالمنزل ويتعلم أشياء ومهارات حياتية جديدة.
ووجهت والدة أنطوان رسالة لكل أم ولكل أب ممن رزقوا بطفل من ذوي الإعاقة وقالت: التدخل المبكر مهم ووجود الأمل والرجاء والإصرار هي كلمات السر للنجاح والتميز لأبنائنا علينا قبولهم بكل عيوبهم وبالمشكلات التي قد تعترض طريقهم في الحياة دورنا أن نحاول معهم تذليل هذه العقبات, وأن نساعدهم علي تنمية مواهبهم, وأتمني أن تغير الناس نظرتها للأشخاص ذوي الإعاقة, فلكل شخص قدراته وهناك فروق فردية بين الأشخاص, وهذه هي الطبيعة التي خلقنا بها الله إننا مختلفون ولكل منا مهاراته وإمكاناته لو حدث ذلك سيصبح الواقع أفضل لأبنائنا ويكون لهم أصدقاء كثيرون.