منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي وحتي الأسبوع الأول من شهر ديسمبر قدمت العديد من الجهات احتفالات وفعاليات احتفالا باليوم العالمي لذوي الإعاقة الموافق 3 ديسمبر من كل عام, وبدأ احتفال الأمم المتحدة بهذا اليوم منذ عام 1992 في أعقاب أختتام عقد الأمم المتحدة للمعاقين من عام 1983 إلي 1992, ولقد شهدت السنوات الماضية في مصر بعض التطورات في مجال الاهتمام بالأشخاص المعاقين.
أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قال في بيان بهذه المناسبة: إن إعمال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وقدراتهم ومهاراتهم القيادية من شأنه أن يعزز مستقبلنا المشترك. ونحن بحاجة إلي إسهام الجميع, بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة, في مسعي تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويتخذ الأشخاص ذوو الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم في جميع أنحاء العالم الإجراءات اللازمة لترجمة شعار: لا غني عنا في المسائل التي تخصنا إلي واقع ملموس.
وفي ظل الاحتفاليات الكثيرة بهذه المناسبة لايزال هناك احتياج ملح للأشخاص ذوو الإعاقة للحصول علي بطاقة الخدمات المتكاملة وتفعيلها بالشكل المطلوب.
كما نص القانون رقم 10 لسنة .2018 فمنذ أن أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة في مطلع أكتوبر الماضي البدء في التسجيل بالمرحلة الثانية للخدمات المتكاملة, ومنذ اليوم الأول لإطلاق التسجيل بالمرحلة الثانية للخدمات المتكاملة وحتي الآن لايزال يواجه البعض صعوبات فيما يتعلق بتسجيل طلبهم في خطوته الأولي وهي التسجيل للطلب علي موقع وزارة الصحة لتحديد موعد الكشف الطبي, في الأيام الأولي لبدء التسجيل بالموقع كانت هناك عقبات أكدت وزارة الصحة آنذاك أن السبب وراء ذلك هو إجراء تحديثات بموقع الوزارة, واستمرت هذه المشكلة مع بعض الأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف المحافظات حتي كتابة هذه الأسطر, فبعد أن يقوموا بتسجيل البيانات تظهر لهم رسالة بأنه غير متاح مواعيد في الوقت الحالي…؟!
ولقد عبر بعض الأشخاص ذوي الإعاقة عن مطالبهم فيما يتعلق ببطاقة الخدمات المتكاملة وأطلقوا هاشتاج علي مواقع التواصل الاجتماعي, بعنوان: لا للاحتفالات.. محتاجين كارت الخدمات هذا الهاشتاج أطلقته داليا عاطف ـ خبيرة واستشارية ومتخصصة في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة, وشاركها الكثيرون في هذا المطلب المهم.
تحدثت داليا عاطف قائلة: مع بدء انطلاق احتفاليات اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي حل يوم الجمعة 3 ديسمبر, ومع استقبالي للعديد من الدعوات الخاصة بالأحداث المقامة بهذا الشأن وتزامنها مع تزايد نسب الإصابة بفيروس كورونا, ولأن الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر عرضة للعدوي من غيرهم, نجد أنه في نفس الوقت يتهافت بعض الأشخاص ذوي الإعاقة والنشطاء في المجال علي حضور تلك الأحداث, كل هذا يحدث في ظل غياب لتفعيل الكثير من الحقوق الواردة في قانون الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018م والذي انتظره ذوو الإعاقة لسنوات طويلة, ومن ضمن الحقوق الأساسية الحصول علي بطاقة الخدمات المتكاملة والتي نص القانون علي إصدارها, والمرتبط بها الحصول علي الحقوق الواردة في القانون, حيث إن بطاقة الخدمات المتكاملة تعد مستندا أساسيا عند التقدم للحصول علي الحقوق المنصوص عليها في القانون, سواء المتعلقة بالرعاية الصحية, أو الحصول علي سيارة مجهزة, أو التقديم علي الشقق التابعة للإسكان.. إلخ.
وأضافت عاطف: من الأهمية بمكان أن تقوم الوزارات والهيئات المعنية بمراجعة حساباتها تجاه ملف الإعاقة, فالأشخاص ذوي الإعاقة بحاجة للحصول علي حقوقهم الواردة بالقانون وهذا الأمر أولوية أولي لهم قبل الاحتفالات.
بالتأكيد هناك حقوق وخدمات حصل عليها الأشخاص ذوو الإعاقة بعد إصدار القانون, ومن المهم أن تقوم كل وزارة أو هيئة بتقديم تقرير عما تم إنجازه في ملف الإعاقة, وما هي الخطوات القادمة لمزيد من التفعيل والحصول علي الحقوق والخدمات المنصوص عليها في القانون, وهذا الأمر سيكون أكثر فائدة وأهمية من الاحتفالات بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة, كما أنه من المهم مراعاة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي للحد من الإصابة بفيروس كورونا خاصة مع ظهور متحور جديد عالميا.