الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك لأن القدوس المولود منك يدعي ابن اللهلو1:35.
أتخيل رؤساء الملائكة ساجدين أمام العرش الإلهي يتساءلون تري من هو مستحق أن يحمل هذه البشارة إلي العذراء الطاهرة مريم؟!! فأرسل الله الملاك جبرائيل ليبشرها بميلاد السيد المسيح وتجسده منها مطمئنا إياها أنها العذراء أثناء الميلاد وبعد الميلاد فإن الروح القدس يحل عليها وقوة العلي تظللها, وفي هذا كله كانت صامتة لم تتفوه بكلمة واحدة سوي أنا أمة الرب ليكن لي كقولكلو1:38.
وإن كانت دهشتها كبيرة في بداية الأمر فلم يكن ذلك اعتراضا علي المشيئة الإلهية بل دفاعا وتأكيدا علي تكريس نفسها لحياة البتولية.
وهنا أقول إن الله الذي وضع القوانين الطبيعية له الحق أن يستثنيها حسب حكمته التي لا يدركها البشر, فعلي سبيل المثال لم يكن بالأمر العسير عليه أن يرزق زكريا الكاهن بنسل في شيخوخته وهو يوحنا المعمدان-الذي حل تذكر البشارة بميلاده الأسبوع الماضي- وآخرون كثيرين علي شاكلته.
لقد كانت كل فتاة تتوقع وترجح أن يولد السيد المسيح منها, ولكن لم توجد من في طهارة ونقاوة القديسة مريم العذراء, ولذلك كانت هذه البشارة مرتبطة بموعد محدد للتجسد في ملء الزمان حين توجد تلك العذراء بعد أن طال انتظار البشرية لأجيال كثيرة.
نحتفل اليوم بهذا التذكار, والأيقونة المنشورة توضح حلول الروح القدس علي العذراء في شكل حمامة بينما تظهر في حالة دهشة واتضاع أمام الملاك المبشر, ولم ينس الفنان أن يسجل رسالة الملاك لها بحروف عربيةالسلام لك بالإضافة إلي عبارة دعائية نصهااذكر يارب من له تعب…
e.mail: [email protected]