لاتزال قصة النيروز هي المعون الذي نغترف منه كيما نستمد العبر والدروس من أجدادنا وكيف واجهوا كل صنوف العذابات وعاصفة الاضطهاد التي شنها الرومان في القرون الأولي للمسيحية ونعيد للنيروز في 11 سبتمبر من كل عام.
بلغ الاضطهاد أشده في عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي حكم بين سنة 284م وسنة 305م ولعنف الاضطهاد وكثرة أعداد الشهداء أطلق الاقباط المصريون علي هذا العصر عصر الشهداء وبدأوا حساب التقويم القبطي بالسنة التي تولي فيها الطاغية دقلديانوس الحكم وهي سنة 284م.
يقول نيافة الأنبا رافائيل بصدر كتاب النتيجة القبطية السنوية في ذكري النيروز والشهداء: إننا نؤمن ونثق بحضور الله في حياتنا اليومية ونطمئن ونفرح ونشعر بالسلام مهما اضطرب العالم من حولنا أو هاجب الأمواج.. فأبواب الجحيم لن تقوي عليها.
ويقول المفكر والمؤرخ سليمان نسيم في كتابه قصة النيروز إصدار مكتبة المحبة ـ سبتمبر 1968 إن قصة النيروز عقود لأزمنة مصرية قديمة وهي مؤرخة علي جدران المعابد المصرية وخاصة في دندرة وأسوان, حيث كان الأجداد القدماء يحتفلون برأس السنة الزراعية التي تعتمد تماما علي التقويم القبطي.
فتخرج المواكب وتقام الصلوات للنيل معترفين بجميله.
كما قسمت السنة الزراعية إلي ثلاثة فصول هي:
فصل البذر ويشمل شهور: توت ـ بابه ـ هاتور ـ كيهك, ثم فصل الحصاد بشهوره الأربعة: طوبه ـ أمشير ـ برمهات ـ برموده.
وفصل الفيضان ويشمل هور السنة الأخيرة: بسنس ـ بؤونه ـ أبيب ـ مسري.
والقدماء المصريون هم أول من وضع التقويم فقسموا السنة إلي 12 شهرا والشهر إلي أربعة أسابيع, والشهر القبطي ثلاثون يوما. ثم أضافوا خمسة أيام بالسنة البسيطة وستة أيام للكبيسة سميت أيام النسيء.
ولم يقف اكتشاف المصريين القدماء لنجم الشعري اليمانية سنة 4241 قبل الميلاد أي منذ 6262 سنة واتخذوا ظهوره بدء التقويم وإنما ابتكروا الساعات المائية لقياس ساعات اليوم وتسموها إلي 24 جزءا وكان هذا يرجع للعالم توت.
أما نيروز فهي كلمة قبطية وترجع لكلمة نيارو بمعني نهر وكلمة إزمو أي يبارك. ومازالت صلوات النهر تحتل مكانها بين صلوات القداس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
قال بعض المؤرخين انه لو وضع شهداء مصر في كفة وشهداء العالم المسيحي كله في كفة أخري لرجحت كفة الشهداء المصريين.
وإذا كنا بصدد الاحتفال بعيد النيروز فإن حادثة ذبح عشرين قبطيا ومواطن من غانا في ليبيا علي يد تنظيم داعش الإرهابي في 15 فبراير 2015 كحاضرة في الأذهان والقلوب كلما تطرقنا لمناسبة خاصة بشهداء الايمان. فكم كانت هدية الزمان أن يقوم التنظيم الإرهابي بتصوير الشباب الأقباط لحظة قطع رؤوسهم رافضين كل المغريات ومستهينين بالعذابات.
وهل ننسي رد فعل الدولة المصرية علي تلك الحادثة البشعة حين أصدر الرئيس السيسي تعليماته للمقاتلات المصرية فدكت معسكرات التنظيم الإرهابي في سرت.
تحية للشهداء في عيد النيروز ـ تقويم الشهداء.