رحلة مع الأطباء استمرت حوالي 3سنوات بدأت بمحاولات الأطباء أن يرتدي الطفل سماعة أذن لمساعدته علي السمع وانتهت بقرارهم باحتياجه لإجراء عملية زراعة قوقعة..ليس ذلك فحسب بل بعد العملية يحتاح إلي جلسات تخاطب متخصصة…تواصلت معنا في بابإحنا معاك أسرة طفل عمره 4سنوات من ذوي الإعاقة السمعية من إحدي محافظات الصعيد, ولأن ضعف السمع الشديد لدي بعض الأطفال قد يسبب أزمة كبيرة تواجه الأسرة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بإجراء عملية زراعة قوقعة بسبب ارتفاع تكلفة عملية زراعة القوقعة التي تعد الأمل في العلاج, بالإضافة إلي أهمية جلسات التخاطب المتخصصة بعد إجراء العملية والانتظام عليها لفترة طويلة قد تتخطي العامين وتكلفتها أيضا كبيرة وغير متوقرة إلا في مراكز متخصصة محدودة.
قمنا بنشر احتياج الطفل لإجراء عملية زراعة القوقعة في شهر أغسطس الماضي وبسبب جائحة كورونا والعديد من المعوقات تم تأجيل إجراء العملية إلي أن تمت مؤخرا للطفل في نهاية شهر أبريل الماضي.وتواصل باب إحنا معاك مع الأسرة ومن خلال مساهمات الخير تم دعمهم حتي الانتهاء من إجراء العملية وتواصلنا مجددا مع الأسرة لنتعرف علي المستجدات وما هي احتياجات الطفل في الوقت الحالي بعد إجراء العملية.
تحدث والد الطفل وقال: تفاصيل المشكلة التي يعاني منها ابنه منذ عامه الأول:طفلي الوحيد بعد ولادته بحوالي عام لاحظنا أنه لايسمعنا حينما نناديه باسمه أو نتحدث معه فهو نادرا ما ينظر إلينا عندما نتكلم…ومرت الأيام واعتقدنا أنه متأخر قليلا في الكلام ولكن بعد أن أصبح عمره عامين شعرنا بأن هناك مشكلة ما معه وتوجهنا لأحد الأطباء المتخصصين في الصعيد وتم تشخيصه بأنه لديه ضعف في السمع شديد, واقترح أن يتم ارتداء الطفل السماعة لفترة وأن تتم متابعته إذا كان يستطيع السمع باستخدام السماعة أم لا ومر أكثر من عام ولا يوجد أي تحسن أو تغيير بعد ارتداء ابنيمايكل للسماعة, وبعد أن أصبح عمره 4 سنوات لجأنا مرة أخري للأطباء المتخصصين لنعرف ما الذي يمكن أن نفعله وبالفعل توجهنا إلي الدكتورة إيناس سيد محمد-أستاذة ورئيسة وحدة أمراض طب السمع والاتزان وكتبت تقريرها الطبي الذي قالت فيه:بعد توقيع الكشف الطبي علي الطفلمايكل وعمل مقياس السمع واختبار الكمبيوتر تبين أن الطفل يحتاج إلي إجراء عملية زراعة قوقعة وذلك حتي يستطيع أن ينمو نموا لغويا طبيعيا مثل أقرانه ويلحق بالركب الدراسي. وأكدت الدكتورة في كلامها معنا أن إجراء العملية يجب أن يتم في أسرع وقت حتي تكون النتائج جيدة.
وأضاف:تكلفة العملية بحسب تقييم الأطباء باهظة جدا, ونحن لا تستطيع أن نتكفل بإجراء عملية زراعة القوقعة لطفلنا…وحاولنا بعد ذلك استشارة أطباء آخرين لعل هناك حلولا أو علاجا بديلا عن إجراء عملية زراعة القوقعة, وذهبنا للقاهرة إلي الدكتور أحمد حسن خشبة-أستاذ ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحات الرأس والرقبة بمستشفي الجلاء لعائلات ضباط القوات المسلحة وبعد أن تقابلنا مع الطبيب وقدمنا له الفحوصات الخاصة بمايكل…لم تكن الإجابة مختلفة عن الأطباء السابقين وكتب تقريره وقال فيه:بفحص الطفلمايكل تبين أنه يعاني من تأخر لغوي في النطق والكلام بسبب ضعف سمعي حسي عصبي بالاذنين شديد, مما يؤدي إلي صعوبة في اكتساب اللغة ويحتاج إلي إجراء عملية زراعة قوقعة شاملة الجهاز داخلي وخارجي.
واستطرد الأب قائلا:لم يكن هناك بديل لإجراء العملية لطفلي وبعد عدة محاولات قمنا بإجراء العملية بمستشفي حكومي بالقاهرة بتكلفة أقل وقمنا بإجراء بعض الأشعات المتخصصة والتحاليل قبل إجراء العملية وقبل السفر إلي القاهرة بالإضافة إلي تكلفة بعض الأدوية ومصروفات السفر من محافطتنا إلي القاهرة والعكس, وهو الأمر الذي ساهم فيه بابإحنا معاك…ولكن الأطباء أوصوا بعد عملية زراعة القوقعة بإجراء متابعة وجلسات تخاطب متخصصة بعد إجراء العملية قد تصل إلي عامين حتي تستقر الأمور..ونتمني أن تدعمونا حتي نصل بطفلنا إلي بر الأمان وحتي يتم نجاح العملية بشكل كامل فهي بحسب ما قاله الطبيب لنا نتيجتها تكون بعد العملية وجلسات التخاطب المتخصصة وليس بإجراء العملية وحدها.