خرج السيد المسيح من القبر وهو مغلق, قوة معجزة إلهية لم تحدث من قبل, تماما كما خرج من بطن القديسة مريم الأم العذراء وهي بتول!!
جاء يسوع لتلاميذه بعد القيامة, وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفا من اليهود فجاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهمسلام لكميو20.
بالقيامة أصبحنا نعيش بفكر جديد ورؤية مختلفة والإصرار علي إعلاء قيمة الإنسان من خلال وصايا السيد المسيحنقدم شبعا للجائع وماء لعطشان, ومأوي للغريب, وكساء لعريان, ورعاية لمريض, وزيارة لمسجون وإعالة ليتيم, وافتقاد لأرملة,نحيا مقدمين الحب الحقيقي القلبي لكل إنسان شريك لنا في الحياة بلا تمييز, كما فعل السيد المسيحهكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية, حقا ليس هناك حب أعظم من هذا.
بالقيامة اكتسبنا ثمار الروح القدسالمحبة والفرح, والسلام, وطول الأناة, واللطف, والصلاح, والإيمان, والوداعة , والتعفف, وبالتالي اكتسبنا فضائل روحية كثيرة وأصبح لنا إيمان راسخ بأن: كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون اللهرو8:28.
أعطتنا القيامة السلام بمذاق وطعم خاصسلامي أترك لكم, سلامي أنا أعطيكم, ليس كما يعطي العالم أعطيكم,هذا السلام يجعلنا ألا نخاف أو نضطرب,بل نتعلم الشجاعة, لأنه إذا كان الله معنا فمن علينا علمتنا القيامة ثقافة جديدة ثقافة الفرح والبهجة, ننادي بالحب لكل إنسان ونبذ التعصب والطائفية, وأن نعلو ونسمو فوق الأحقاد, والغدر, والنفاق الاجتماعي, فالقيامة تدعو إلي حياة خالدة, فهي تدعو إلي دعم ثقافة الحياة, وعبور الإنسان من ثقافة الموت إلي متعة الحياة الحاضرة والخالدة أعطتنا القيامة مفهوما جديدا للحياة, فأدركنا أن الحياة قيمة ورسالة فما قيمة الحياة إذا كانت ستنتهي بالموت الجسدي؟!! فهي تعطي الطبيعة البشرية قيمة خاصة وإلا صارت مشابهة للحيوانات التي تنتهي حياتها بموتها ونفسها في دمها, ولا أبدية لها, ويتطلب ذلك أن نبحث داخلنا عن الرسالة التي يطلبها الله منا فنحن هنا علي هذه الأرض لرسالة محددة وهذا ما يعلمنا أياه بولس الرسول ولكن كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي.
علمتنا القيامة بأنه لا يأس أو مستحيل ولا خوف, ولاقلق, ولا اضطراب, ولا حزن, وعدم الاستسلام للضعف, والبعد عن الفكر الضيق, واستبعاد روح الأنانية, والنرجسية, والسلبية, واللامبالاة, متسلحين بفكر القيامة المستنير بأن المسيحية لاتعرف إلا الحب وصنع الخير والعطاء للجميع, بالقيامة تعلمنا مدي سلطة وسلطان الله المطلق عليالموت,المرض,وخليقته,والطبيعة,والجماد,والحيوان.
بالقيامة تعلمنا:-
- صلب الذاتمع المسيح صلبت فأحيا لا أنا, بل المسيح يحيا فيغل2:20 لهذا نطلب من الرب أن يميت ذواتنا, ونصلبها علي عود الصليب, ليبقي المسيح الكل في الكل.
- صلب شهوات الجسد الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد, مع الأهواء والشهواتغل5:24 وأعمال الجسد وشهواته هي:زنا,عهارة, نجاسة, دعارة, عبادة الأوثان, سحر,عداوة, خصام, غيرة وسخط,تحزب,شقاق, بدع,حسد,قتل,سكر,بطرغل5:19.
- صلب العالمأما أنا من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح, الذي به صلب العالم لي, وأنا للعالم غل6:14,فالعالم يمضي وشهوته معه 1يو2:17.
القيامة رسالة معاصرة وليست مجرد ذكري تاريخية, دحرجت الأحجار الثقيلة التي وضعناها عوائق في طريق عمل الخير للعالم من حولنا وأن نعيش حياة الرجاء فكل شيء أصبح مستطاعا للمؤمنمر9:23.
إنها قيامة ويقظة الضمير الإنساني,قيامة العدل, وصحة الأخاء الإنساني.
فأن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق,حيث المسيح جالسا عن يمين الله, واهتموا بما فوق لا بما علي الأرض, لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله, وبقوة القيامة نؤمن أنها ستعمل فينا هذه القوة تجعلنا نشهد للقيامة كو3:3 وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم أع4:22.
وختاما دعنا نتساءل: ماذا لو أن المسيح مات دون أن يقوم؟!!إن لم يكن المسيح قد قام, فباطل كرازتنا, وباطل إيمانكم, أنتم بعد في خطاياكم1كو15:5.
حقا المسيح قام. بالحقيقة قام.