بميلاد السيد المسيح, تهللت السماء والأرض, وسط تسبيح الملائكة قائلة: المجد لله في الأعالي, وعلي الأرض السلام, وبالناس المسرة, فلقد ولد المخلص الرب كلمة الله في بيت لحم, في مغارة حقيرة من فتاة عذراء بتول فقيرة يتيمة الأبوين, فانتسب للعائلة البشرية ببساطتها كما خلقها ليجعلنا أبناء الله اليوم ولد يسوع المخلص ابن الله تجسد من مريم العذراء وصار بشرا (يو1:14). وهكذا جاءت بشارة الملاك غبريال للعذراء قائلا: السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك, ستلدين مخلص العالم الكلمة/ اللوغوس فلقد صار الكلمة الأزلي في جسد بشري, طفلا صغيرا علامة علي البساطة طفلا أعزل محتاج إلي العون, طفلا يملك نقاء القلب والحب للجميع, طفلا بشوشا حاملا الفرح والرجاء لمستقبل أفضل, فجاء السيد المسيح طفلا ليؤكد علي عظمة الحب والتسامح والنقاء, وقلب لايعرف معني الإساءة أو التحامل علي الآخر, لذلك قال السيد المسيح: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات, ولقد أكد مرارا أن الطفولة لاتعرف أن تحب بالكلام ولا باللسان, بل بالقلب خالصا ومن هنا نجد السيد المسيح يأمر تلاميذه: دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات, لقد حرص السيد المسيح علي مدي أهمية الحفاظ علي الوديعة الجوهرية الخالدة قيمة الحب في قلب ومشاعر ووجدان الأطفال, وعدم العبث بها أو تحويل الحب إلي الغدر والكراهية وسوء النية, وخداع النفس, أو التحايل والكذب وتبرير الأخطاء بحيل دفاعية, أو النفاق والكلام الملتوي غير المستقيم, بل السعي والإعداد للطفل للاهتمام ببث المحبة والود والتعاطف مع الجميع دون تمييز , وهذه صورة الكلمة المتجسد يسوع المسيح التي رأيناها فيتعلم الطفل أن رابح النفوس حكيم, نفس كل إنسان في العائلة البشرية, مهما اختلفنا معه في الجنس أو الدين, أو اللغة, فنحن جميعا خلقنا علي صورة الله جميعنا أخوة أحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل قدرتك, وقريبك كنفسك والقريب هنا هو أي إنسان مهما اختلف معنا في الجنس أو اللغة أو الدين, فمفهوم المحبة المسيحية التي نادي بها السيد المسيح, مفهوم عميق عمق البحار, وعلو السماء, فالمحبة لا تتفاخر, لاتقبح, لاتطلب ما لنفسها ولا تفرح بالأثم, المحبة لاتسقط أبدا.
وليعلم كل من هو مسئول عن تربية الأطفال من آباء وأمهات وخدام ومعلمين و….. إن هذا الطفل عطية ووزنة فوضنا الله لرعايته وتنشئته وسنقف أمام الله يوم الحساب أعط حساب عن وكالتك ولنتذكر هدف تجسد الكلمة جاء حاملا رسالة تربية أجيال المستقبل جئت ليكون لهم حياة وليكن لهم أفضل حاملا شعارا يوضح أن مجد الله في صنع السلام, المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة وطوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.
وهكذا تدعونا المسئولية التربوية إلي تنشئة الطفل وبناء شخصيته الإنسانية السوية المتكاملة التي تجمع بين محبة الله والنفس والآخرين, في كل واحد بقلوب لها شفافية قلوب أطفالنا.