لا أحد يملك إجابة علي هذا السؤال, فالفيروس جديد في أعراضه, ويتحور بشكل حار فيه الأطباء والعلماء. لكن حالة الانقسام السياسي التي تحكم العالم زادت من شراسة الفيروس بعد أن تأخرت مراكز الأبحاث بالدول الكبري في إنتاج الكميات المطلوبة من اللقاحات وندر التعاون فيما بينها:فلا عجب أن كان العالم يكابد الأوجاع بفقد البشر وانهيار الاقتصادات دون بارقة أمل في الأفق القريب.
لا وصف لما يجري أكثر من التشرذم والتجزر فدول أوروبا تتكفل بمواطنيها ومفوضية الاتحاد الأوروبي مستغرقة في مراقبة توريد اللقاحات مع شركات الأدوية والنتيجة أن العالم علي مشارف أزمة قد تؤخر التلقيح.
وفي الولايات المتحدة تسعي إدارة بايدن لرأب الصدع الذي اعتري إجراءات مكافحة كورونا إبان إدارة ترامب السابقة.
كذلك الحال داخل الصين وروسيا فلكل لقاحها القومي!
ومن المؤكد لو اتحد الكبار ونبذوا خلافاتهم لاستطاع العالم تصنيع لقاحات في زمن مبكر منذ انتشار الوباء.
ولعل أخطر مايواجه العالم هو استمرار الوباء لأجل غير مسمي فصرخات منظمة الصحة العالمية بلا صدي لدي الكبار حيث تقف بلدان العالم النامية والفقيرة بانتظار الدور لتلقي فتات اللقاحات الذي يلقي من موائد الدول الكبري والإحصاءات تشير إلي أن16% من سكان العالم يحتكرون 60% من اللقاحات!
وتشير إحصاءات الصحة العالمية إلي أن الوباء ينتشر في192 دولة حول العالم, وهو ما يحتم تسريع برنامج تلقيح مواطني الدول الفقيرة والنامية في أفريفيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بلا تراخ.
الخبر الكارثي جاء علي لسان متحدثة المفوضية الأوروبية التي صرحت بأن المفوضية اشترت لقاحات بجرعات تزيد علي تعداد سكان الاتحاد الأوروبي وهو ما يمثل فشلا ذريعا في إدارة معركة كورونا علي مستوي العالم!
كم طغت السياسة علي الأهداف الإنسانية وهي أصل برامج مكافحة كورونا ومازال التحدي قائما فلا الفيروس انقطع ولا الحكومات نجحت في وأد الوباء.
أيضا نشرت صحيفةإندبندنت البريطانية أن أحد أسباب فشل العالم في القضاء علي كورونا هو الإعلام عندما قام بتوظيف الوباء لأغراض اقتصادية وسياسية.
المدهش أن دكتور ديديه راؤول وهو أحد كبار الباحثين الفرنسيين في علم الأوبئة والأمراض المعدية حذر من التهاون مع الفيروس برغم عدم خطورته بالمقارنة بـ 20فيروسا موجودا في العالم.
منذ الموجة الأولي وتضارب المصالح السياسية هو سيد الموقف بين الكبار وحتي مع دخول الموجة الثانية مازالت السياسة هي الحاكمة ولازال مليارات البشر بلا لقاح!…ثم نتساءل: متي يختفي الوباء وينزاح الكابوس؟!!