استهنا بالموجة الثانية لفيروس كوفيد19 وإذا بها أشد وأقسي من الأولي, فالفيروس يتحور ويحير الأطباء حتي باتوا يقرون بأن أحدا لايعرف علاجا محددا قاطعا للوباء وكل ما يمارسونه مجرد حصار بالعقاقير والمضادات واللقاحات مرة تصيب وأخري تخيب, وتظل الكمامة الوسيلة الأفضل للحد من انتشار الفيروس, وتلك قصة ترتبط بوعي المواطن وبقوانين صارمة لاتعرف تراخيا أو استهانة.
خضت تجربة قاسية تهز الكيان انتهت بشفائي من الفيروس وبفقدان أعز الناس- الزوجة الملاك والأم الحنون – سافرت إلي السماء بعد معاناة 22 يوما علي جهاز التنفس الصناعي.
عشنا علي مدار الساعة بأمل الشفاء والعودة للبيت وتعلقنا بأمل تحسن الحالة الصحية رغم التوجس ومخاوف الأطباء.
كنا نطلب صلوات الأحباء وإذا بمشيئة الله تختم رحلة المعاناة بالسفر إلي السماء, لا اعتراض بل خضوع كامل لمشيئة ضابط الكل ومشيئته دوما صالحة وهو يستجيب وإن تأني يستجيب, ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.
وسط ألم التجربة عايشنا عطايا الله الذي يجرح ويعصب, يسمح بالضيقة يأتي معها بالمخرج وبقدر احتمالنا.
لحظات فاصلة اختبرنا معها حنو الله وحنانه وتغييره لدفة حياتنا وما كنا نتصور بضعف بشريتنا أن تستمر الحياة بدون الزوجة والأم.
قضينا مناسبة الميلاد المجيد تعتصرنا آلام خفف من وطأتها الأهل والإيمان الواثق في عمل الله وإرادته الصالحة.
وسط أتون الضيقة كنا نتأمل في غني مراحم الله, وما التأمل سوي مراجعة مع النفس والفائز من يأخذ قرار التغيير.
كم قرأنا وكتبنا ووعظنا من حولنا,أما العمل فقليل حتي بتنا عثرة لا بركة وإلي متي؟!
لكن كل تجربة هي مجال لخبرة جديدة مع الله المحب معطي الفضائل والفضائل كثيرة.
فمن وسط المحنة تعلمنا الصبر ومنحنا الله القدرة عل الاحتمال وكانت الدموع حائط صد أمام الألم.
تعلمنا أننا وسط زحمة مشاغل حياتنا ندور في ساقية وعيوننا معصوبة عن جوهر الحياة الباقية وكيف أننا ننسي الله عن غفلة أحيانا وعن عمد أحيانا أخري وعداد العمر يمضي بلا عودة نسرق وتسرق أعمارنا.
تعلمنا أن التجربةجرس إنذار فلنستعد للغد الآتي لأننا حتما سوف نكون ذكري.
عدنا للحياة, اختبرنا حنو الله وعطفه وطبطبته. الرسالة وصلت وإن كانت بطعم الألم لكن أفراحا وترانيم تصدح في السماء ولدينا شفيعة عاشت كملاك أرضي والآن تصلي عنا كيما يعيننا الله كما أعانها.
نبيل عدلي
nabiladly [email protected]