منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي وحتي الأسبوع الأول من ديسمبر قدمت العديد من الجهات احتفالات وفاعليات احتفالا باليوم العالمي لذوي الإعاقة الموافق 3 ديسمبر من كل عام, وتزامن احتفال هذا العام مع نفس الأسبوع الذي عقد فيه مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في دورته الثالثة عشرة, حيث عقد المؤتمر من 30 نوفمبر الماضي وحتي 3 ديسمبر الجاري, ولقد بدأ احتفال الأمم المتحدة بهذا اليوم منذ عام1992 في أعقاب اختتام عقد الأمم المتحدة للمعاقين من عام1983 إلي1992, ولقد شهدت السنوات الماضية في مصر بعض التطورات في مجال الاهتمام بالأشخاص المعاقين, ويأتي تخصيص يوم للاحتفال بالأشخاص المعاقين من أجل أن يعمل المجتمع الدولي علي اعتماد هذا اليوم لتأكيد ضرورة احترام وتعزيز وحماية حقوق ذوي الإعاقات في كافة أنحاء العالم.
ومن ضمن الفاعليات التي قدمت في هذه المناسبة الورش الفنية المجانية التي قدمتها فرقة الشمس التابعة للبيت الفني للمسرح ووزارة الثقافة وذلك بمقر المسرح بالحديقة الدولية بمدينة نصر وتحت إشراف الفنانة وفاء الحكيم مديرة فرقة الشمس والفنان التشكيلي محمد كمال, حيث قدمت ورشتين خلال شهر نوفمبر لتنمية مواهب ومهارات ذوي الإعاقة ودمجهم مع أقرانهم, بالإضافة إلي ورشة ثالثة يوم 3 ديسمبر الجاري, وتم بها عرض اللوحات والأعمال الفنية التي شاركت بمختلف الورش.
كما قامت وزيرة التضامن الاجتماعي بافتتاح 8 معامل متخصصة بعد إنشائها وتطويرها بكلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل بجامعة الزقازيق. وحول هذه المعامل وما تقدمه لذوي الإعاقة تحدثنا إلي الدكتور إيهاب الببلاوي عميد كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل ومستشار رئيس جامعة الزقازيق لشئون الإعاقة, وقال: لقد قامت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي مؤخرا وبمناسبة الاحتفال باليوم الدولي لذوي الإعاقة بافتتاح 8 معامل متخصصة بالكلية وذلك في نهاية شهر نوفمبر الماضي حيث قامت بافتتاج معامل: التكامل الحسي والعلاج الوظيفي, والتخاطب والعلاج الطبيعي, التقييم والقياس, والعلاج بالفن, تنمية المهارات وهذه المعامل تقدم خدمات مجانية لذوي الإعاقة وأسرهم من كافة أنواع الإعاقات والأعمار بمقر الكلية.
تجدر الإشارة إلي أن منظمة الأمم المتحدة أعلنت هذا العام في اليوم العالمي لذوي الإعاقة أن أكثر من مليار شخص علي مستوي العالم يعانون من أحد أشكال الإعاقة,أي ما يوازي 15% من سكان العالم, وأن هذا الرقم من المتوقع أن يرتفع في السنوات القادمة بسبب زيادة معدلات انتشار الأمراض غير السارية, وشيخوخة السكان, وعلي الرغم من أن جميع الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الإعاقة هم في الواقع يعانون من الحرمان من العيش بحياة طبيعية إلا أن درجة الحرمان التي يعاني منها كل شخص تختلف عن الآخر اعتمادا علي الرعاية الطبية والمجتمعية والحكومية التي يحصل عليها كل فرد, ولهذا كان السبب الأساسي وراء هذا اليوم هو التقليل من معاناة الأشخاص ذوو الإعاقة, بالإضافة إلي عدد من الأهداف, من بينها: العمل علي تعريف المجتمع بالمشكلات التي يعاني منها الأشخاص ذوو الإعاقة والعمل علي توفير الحلول لهذه المشكلات, والعمل علي إزالة العقبات والتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة والعمل علي تمكينهم من اكتشاف والاستفادة من المواهب التي يمتلكونها, وعرض الإنجازات والمساهمات التي قام بها ذوي الإعاقة علي مستوي المجالات والأنشطة المخالفة مما يفتح الباب أمام الأشخاص الآخرين الذين يعانون من إحدي المشكلات الصحية التي تمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بأنهم يستطيعون الإنجاز وتحقيق ما يأملون.
بالإضافة إلي تقديم برامج التوعية والتربية والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل العمل علي تأهيلهم للاندماج في المجتمع بشكل طبيعي ,كما انضمت منظمة الصحة العالمية هذا العام إلي الجهات الشريكة لها للاحتفال بهذا اليوم تحت شعار: يوم للجميع يجسد شعار اليوم زيادة فهم الإعاقة باعتبارها جزءا من حال الإنسان, حيث يعاني معظم الأفراد من إعاقة مؤقتة أو دائمة في وقت معين من حياتهم, وعلي الرغم من ذلك, هناك عدد قليل من البلدان التي تتوافر فيها آليات كافية لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة علي وجه تام.