مصر سينتهي بها الأمر بتفجير سد النهضة وأديس أبابا لن تري المساعدات مرة أخري.. تصريح خطير ووعيد ضد إثيوبيا خرج علي لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية بـ10 أيام خلال مكالمة تليفونية له مع رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإعلانه اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان.
قال ترامب: التجاوزات الإثيوبية مرفوضة ومصر لديها كل الحق في حماية حصتها بمياه النيل. وتجاهل إثيوبيا لإبرام اتفاق أمر غير مقبول مما دفعني لفرض عقوبات علي أديس أبابا وإيقاف عدد من المساعدات.
مراقبون يرون أن ترامب في معرض إعلانه دعم السودان ومصر في مفاوضات سد النهضة, حرك المياه الراكدة حيث تتجمد المفاوضات داخل مكتب رئيس جنوب أفريقيا والذي يترأس دورة الاتحاد الأفريقي الحالية.. فما الحقيقة؟!
يري د.محمد هلال الأستاذ الزائر بجامعة أوهايو في مقال له بمجلة فورين بوليسي أن هناك صعوبة في الوصول إلي اتفاق حول السد الإثيوبي في ظل الهدف بالسيطرة علي النيل الأزرق وليس توليد الطاقة الذي هو هدف فرعي.
وبينما يري مراقبون مصريون أن توقف المفاوضات دون بديل واضح يتيح لإثيوبيا مزيدا من الوقت لمواصلة تشييد السد والتجهيز للمرحلة الثانية من ملء الخزان.
يشير دكتور محمد نصر الدين علام, وزير الري الأسبق إلي أن إثيوبيا تفرض سياسة الأمر الواقع ولابد من خطوة جدية, وإذا حاولت أديس أبابا الإضرار بالمصالح المصرية فإن للإدارة المصرية بالتأكيد بدائل عدة.
أما حرب النيل كما يصفها نائب مدير معهد التحليل السياسي والعسكري الروسي ألكسندر مزامتشيخين فقد تكون أحد البدائل لكن الثابت أن مصر ترفض هذا الخيار وتوجه جهودها نحو العمل الدبلوماسي التفاوضي وخوض المشوار حتي نهايته.
يقول المحلل الروسي في مقاله: يمكن لمصر فقط (إن أرادت) توجيه ضربة عسكرية لمحطة توليد الطاقة الكهرومائية أثناء مرحلة البناء, أما عندما تكتمل المحطة فستكون مصر مضطرة لحمايتها قبل إثيوبيا, والسبب أنه حال تدمير السد سينهال تدفق هائل من المياه المخزنة إلي مجري النيل الأزرق, وسوف يقوم أولا بتدمير أكبر مدن السودان ثم محطة أسوان الكهرومائية.
وعيد ترامب وسط حماسه والانتخابات الرئاسية الأمريكية علي أعتاب أيام, لن يتردد صداه لدي الناخب الأمريكي وسوف يستعصي علي حكمة القيادة السياسية المصرية.