حكي شاب مصري منذ سنوات أنه استضاف في منزله رئيسه في العمل وهو إيطالي الجنسية وانتدب لقوة للعمل بفرع الشركة في القاهرة, أعجب الضيف بالطعام المصري وديكورات المنزل, وعلي استحياء قال لمضيفه:بيوتكم جميلة ولديكم كرم ضيافة كبير وطعام شهي,لكن لماذا الشوارع غير نظيفة والازدحام لسان حالها ليل نهار؟!
أسقط في يد الشاب المصري المضيف فلم يستطع أن يدافع أو يبرر,إلا أن الأمر يرتبط بإدارة الشارع.
والشارع في -المعتاد- ذو عناصر من طريق ومحال ورصيف وسيارات عابرة وأناس يسيرون علي الرصيف أو يقطعون الطريق وأيضا شرطي مرور بالطرق الرئيسية وإشارات مرو لضبط إيقاع الحركة.
في مدن أوروبا وأمريكا ربما لايوجد شرطي.فكل التقاطعات مجهزة بإشارات إلكترونية وكاميرات تضبط وقائد والسيارات يلتزمون فالقانون يطبق علي الكل والمخطئ يغرم بغرامة متدرجة العقوبة تصل إلي حد سحب الرخصة.
المسألة إذن في غاية البساطة من حيث الإدارة: قانون حاضر وهو متوفر في بلدنا لكنه غير حاضر جيدا عند التطبيق العملي! ومن ثم تحول الشارع إلي غابة أو سوق بلا ضابط.
والنتيجة أعلي أرقام في وفيات حوادث الطرق (حوالي15ألف حالة وفاة عدا عشرات الآلاف من الجرحي ومليارات الجنيهات خسائر مادية في العام).
الطرق الرئيسية…لا أحد ينكر الجهد الجبار المبذول لتطويرها…لكن ماذا عن الشوارع داخل الأحياء؟!
بكل أسف شوارع الأحياء مهملة تتخللها الحفر والمطلبات إما بفعل الاستخدام الطبيعي أو سبب مد شبكات المياه أؤ الكهرباء وتركها دون إعادتها لوضع الطبيعي!
الأرصفة…حدث ولا حرج وإذا تم الرصف بالبلاط غالبا لايتم إنجاز المهمة علي أكمل وجه. فغالبا مايتم عدم تثبيت البلاطات الأخيرة(علي الحرف) جيدا! وبمرور الوقت تهتر في مكانها وتنخلع وهكذا بلاطة وراء أخري والسبب إهمال مهندس الحي القائم باستلام العمل من المقاول!
بوجه عام ينفلت الشارع بصورة ملفتة اعتدناها. لكنها مزعجة علي الغريب.
اعتدنا تداخل الناس مع السيارات وأصوات الكلاكسات حتي أن القاهرة تسجل واحدة من أعلي معدلات الكثافة السكانية والأعلي من حيث التلوث والازدحام والحوادث والقمامة؟!
وحتي لانسرق مايجري من جهود جبارة, فهناك خطط تجري بوسط القاهرة آخرها القاهرة الخديوية وميدان التحرير سجلته الجديدة وحي مصر الجديدة, فضلا عن دهان العمارات بالطرق الرئيسية لتشكل لونا موحدا والأمل أن يستمر الجهد بإيقاع أسرع ليصل إلي الإحياء وتعود شوارعنا كلما كانت عنوان بلدنا وحضارتنا.