ضعف السمع الشديد لدي بعض الأطفال قد يسبب أزمة كبيرة تواجه الأسرة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بإجراء عملية زراعة قوقعة بسبب ارتفاع تكلفة عملية زراعة القوقعة التي تعد الأمل في العلاج, ولكن تكلفتها الباهظة قد تقف عائقا أمام الأسرة تحول دون إجراء العملية فضلا عن الأزمة النفسية التي قد يتعرض لها الوالدان بسبب عجزهما عن توفير العلاج لأبنائهما.
جاءا من محافظات الصعيد إلي القاهرة بعد التواصل مع باب إحنا معاك بحثا عن أمل لعلاج طفلهما الصغير الذي لا يتعدي عمره 4 سنوات ليتحدثا عن المشكلة التي تعترضهما وعدم استطاعتهما إجراء عملية زراعة قوقعة لطفلهما.
تحدث والد الطفل وقال: أنا عامل زراعي باليومية من إحدي محافظات الصعيد وزوجتي لا تعمل ولقد رزقنا منذ أربعة سنوات بطفل وكانت الأمور تسير طبيعة لمدة عدة أشهر, بعدها لاحظنا أن الطفل لا يسمعنا حينما نناديه باسمه أو نتحدث معه فهو نادرا ما ينتظر إلينا عندما نتكلم.. ومرت الأيام وأعتقدنا أنه متأخر قليلا في الكلام ولكن بعد أن أصبح عمره عامين شعرنا بأن هناك مشكلة ما معه وتوجهنا لأحد الأطباء المتخصصين في الصعيد, وتم تشخيصه أنه لديه ضعف شديد في السمع, واقترح أن يرتدي الطفل السماعة لفترة وأن يتم متابعته إذا كان يستطيع السمع باستخدام السماعة أم لا ومر أكثر من عام ولا يوجد أي تحسن أو تغيير بعد ارتداء ابني مايكل للسماعة, وبعد أن أصبح عمره 4 سنوات لجأنا مرة أخري للأطباء المتخصصين لنعرف ما الذي يمكن أن نفعله.. وبالفعل توجهنا في 17 مايو الماضي إلي الدكتورة إيناس سيد محمد ـ أستاذة ورئيسة وحدة أمراض طب السمع والاتزان وكتبت تقريرها الطبي الذي قالت فيه: بعد توقيع الكشف الطبي علي الطفل مايكل وعمل مقياس السمع واختبار الكمبيوتر تبين أن الطفل يحتاج إلي إجراء عملية زراعية قوقعة وذلك حتي يستطيع أن ينمو نموا لغويا طبيعيا مثل أقرانه ويلحق بالركب الدراسي, وأكدت الدكتورة في كلامها معنا أن إجراء العملية يجب أن يتم في أسرع وقت حتي تكون النتائج جيدة.
وأضاف: تكلفة العملية باهظة جدا تتخطي مائتي ألف جنيه, ونحن لا نستطيع أن نتكفل بإجراء عملية زراعة القوقعة لطفلنا.. وحاولنا بعد ذلك استشارة أطباء آخرين لعل هناك حلول أو علاج بديل عن إجراء عملية زراعة القوقعة, وذهبنا للقاهرة شهر يوليو الماضي إلي لواء طبيب أحمد حسن خشبة ـ أستاذ ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحات الرأس والرقبة بمستشفي الجلاء لعائلات ضباط القوات المسلحة, وبعد أن تقابلنا مع الطبيب وقدمنا له الفحوصات الخاصة بمايكل.. لم تكن الإجابة مختلفة عن الأطباء السابقين, وكتب تقريره وقال فيه: بفحص الطفل مايكل تبين أنه يعاني من تأخر لغوي في النطق والكلام بسبب ضعف سمعي حسي عصبي شديد بالأذنين, مما يؤدي إلي صعوبة في اكتساب اللغة, ويحتاج إلي إجراء عملية زراعة قوقعة بتكلفة تقريبية مائتين وثلاثون ألف جنيه مصري شاملة الجهاز داخلي وخارجي بقيمة 12 ألف دولار أمريكي معادلة بالجنيه المصري ـ حوالي 192 ألف جنيه ـ يوم التسليم بالإضافة إلي مبلغ 60 ألف جنيه لإجراء العملية والمتابعة بعدها.
واستطرد الأب قائلا: لا بديل لإجراء العملية لطفلي وبعدها إجراء متابعة قد تصل إلي عامين وجلسات تخاطب متخصصة بحسب كلام الدكتور.. ولكني لا أستطيع تحمل كل هذه التكلفة, العملية وحدها تتكلف أكثر من 250 ألف جنيه… وأنا عامل زراعي بسيط أعمل باليومية ولا يوجد لدي مصدر دخل آخر.. فماذا أفعل؟!! جئت إليكم وكلي أمل في أن يساندني القراء حتي أقوم بإجراء العملية لابني ويستطيع أن يسمع.
————————-
معلومة تهمك
أصدرت الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية, التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي توجيهاتها خلال الأسبوع الأول من أغسطس الجاري لمكاتب التأهيل بضرورة تيسير إجراءات حصول الأشخاص ذوي الإعاقة علي بطاقة الخدمات المتكاملة وإمكانية تقديم بعض فئات الإعاقة الشديدة وبالغة الشدة الظاهرة والواضحة بتقارير طبية تثبت إعاقتهم بصرف النظر عن تاريخ إجراء هذه الكشوف الطبية.
وجاء نص توجيهات الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية كالتالي: تقرر عدم الالتزام بشرط عدم مرور أكثر من ستة أشهر علي توقيع التقارير الطبية بالنسبة للإعاقات التالية: حالات الداون سندروم, وحالات ضمور العضلات, حالات الشلل الدماغي والشلل الرباعي, حالات كف البصر التام والواضح والظاهر, حالات البتر المتعدد الأطراف, الأقزام أقل من 140سم بعد سن البلوغ.
مع السماح لهذه الحالات بتقديم ما لديهم من تقارير طبية تم إجراؤها اعتبارا من تاريخ 24 ديسمبر 2018 ـ وهو اليوم التالي لإصدار اللائحة التنفيذية للقانون ـ علي أن يتم إجراء التقييم الوظيفي بكل دقة لتحديد درجة شدة الإعاقة لهذه الحالات.