70- العذراء مريم
من هي المشرفة مثل الصباح, جميلة كالقمر, طاهرة كالشمس, مرهبة كجيش بألوية؟ (نش6:10)
==
* العذراء مريم هي كنز من الفضائل, فقد فاقت الأبرار والصديقين والملائكة, ونسميها فخر جنسنا أي فخر الجنس البشري.. رجالا وأطفالا, صغارا وكبارا.
* العذراء مريم يصفها سفر الأمثال بأنها: امرأة فاضلة من يجدها؟ لأن ثمنا يفوق اللآلئ (أم31:10)
==
العذراء مريم الكلام عنها لا ينتهي من حلاوته وحلاوتها.
–
* العذراء مريم محبة للبشر, فإن كانت سقطتنا الأولي في تاريخ البشرية من خلال آدم وحواء فقد جاءت أمنا حواء الجديدة العذراء مريم تقدم لنا المسيح مخلص العالم, كمحبة للبشر تحب الإنسان.
* العذراء مريم لها مكانتها في التاريخ وفي قلوبنا نحن المصريين بصفة خاصة.. فلنا مساحة كبيرة في قلبها, والدليل مشاهد تاريخية من القرن الأول والعاشر والعشرين تشرح وتقدم محبة خاصة من العذراء مريم لنا هنا في مصر.
==
اختارت السماء للعائلة المقدسة أن يكون ملاذها هو مصر, وهذا امتياز لنا في مصر, ولا تضارعنا دولة في العالم بهذه البركة.
==
المشهد الأول: من القرن الأول الميلادي:
* عندما ولد السيد المسيح خاف هيرودس علي ملكه وأمر بقتل أطفال بيت لحم من عمر سنتين فما دون.
* لكم أن تتخيلوا صعوبة الطريق وضعف الإمكانيات لرجل شيخ وصبية ورضيع, فلم تكن نزهة بل رحلة هروب من شر هيرودس.
* مكثوا في مصر حوالي ثلاث سنوات ونصف من الشرق إلي الغرب ومن شمالها إلي جنوبها, زاروا بلادا كثيرة وباركوها, فنهر النيل شربت منه العائلة المقدسة, والأرض مصدر الأكل والطعام, أكلوا منها وتنفسوا هواءها, وقدسوا ترابها فأصبحت مصر من الأراضي المقدسة Holy land كفلسطين حيث ولد المسيح.
* لم يختبئوا في مكان واحد بل جالوا في أكثر من ثلاثين موقعا في مصر وفي كل مكان يدخلونه تسقط أوثانه.
* لك أن تتصور أن الشارع الذي تسكن فيه قد تكون سارت فيه العذراء مريم, والمكان الذي تشرب منه الماء قد تكون العذراء شربت منه.
* تحتفظ مصر حتي الآن ببعض من أسماء بلدانها, فمثلا في زيارة العائلة المقدسة لكفر الشيخ هناك منطقة تسمي سخا وأصلها: بيخا إيسوس أي كعب يسوع فالعذراء أوقفت طفلها علي صخرة حتي تعدل له ملابسه هناك, فانطبع كعب مخلصنا علي الصخرة, وتحرف الاسم مع الأجيال إلي سخا.
المشهد الثاني: من القرن العاشر الميلادي:
* كان هناك وال يحكم مصر في عهد البابا إبرآم بن زرعة, وظل في حبريته حوالي 3 سنوات وشهور قليلة, ماذا حدث؟ دخلت الكنيسة في وقته تجربة مرة, فذهب إنسان يهودي لهذا الوالي وأشار عليه أن هؤلاء المسيحيين المصريين عندهم آية في الإنجيل علي لسان السيد المسيح تقول: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلي هناك فينتقل, ولا يكون شيء غير ممكن لديكم (مت17:20).
فذهب هذا الإنسان اليهودي بكل خبث لكي يوقع الوالي مع المسيحيين المصريين, والآية لا تصدق, وبهذا يكون كلامهم هذيانا.. فاستدعي الوالي البطريرك ليتحقق من هذه الآية, والقصة معروف تطورها لنا جميعا إلي أن دخلت الكنيسة في تجربة شديدة, فطلب الوالي أن يري هذه الآية تتحقق في الجبل المقطم فأمر بنقله.
رفع البطريرك مع الإكليروس وكل الشعب صلوات حارة يطلبون شفاعة العذراء مريم, وبدأت الصلوات والدموع والسجدات من أجل أن تتحقق هذه الآية فعليا, والعذراء مريم في محبتها للمصريين جاءت إلي البطريرك تقول له: هناك شخص غير ظاهر في الصورة اسمه سمعان الخراز أحضره وسيساعدك في نقل الجبل.
تجمع الكل (الأب البطريرك وسمعان الخراز والإكليروس وكل الشعب) ورفعوا صلواتهم الحارة أمام الله وانتقل الجبل حتي إنهم رأوا الشمس من تحته.
هذه المعجزة سجلها مؤرخون غير مسيحيين كالمقريزي.
–
العذراء مريم المحبة للبشر الشفيعة المؤتمنة التي نلجأ إليها ونثق بكل إيمان أنها حاضرة معنا.
–
المشهد الثالث: من القرن العشرين الميلادي:
* بعد نكسة عام 1967م كانت مصر كلها يسودها جو الانكسار والهزيمة.
* في أبريل 1968 بعد حوالي 10 شهور من النكسة, بدأ تجلي أمنا العذراء مريم بصورة منيرة في كنيستها في ضاحية الزيتون في شكل غير مسبوق, شاهده ملايين البشر (مسيحيين ومسلمين) وتناولته الميديا العالمية في وقتها, واستمر التجلي أكثر من سنتين, مما أعطي نوعا من السلام والسكينة لكل المصريين وقت النكسة.
* نشرت جريدة الأهرام في صفحتها الأولي (وهي أعرق جريدة مصرية) صورة التجلي.. والقسم الفني بالجريدة أثبت أنه لا يوجد تلاعب في هذه الصورة, وكانت الصورة عبارة عن قبة الكنيسة وعليها تجلي العذراء مريم.
* ظهور العذراء في الزيتون لا يضارعه ظهور آخر في العالم كله.. نسمع عن ظهورات العذراء في بلاد كثيرة, لكن غالبا هذه الظهورات فردية محدودة, لكن تجلي العذراء بالزيتون امتد لساعات. ومن الازدحام الشديد وافقت الدولة علي إعطاء الأرض المقابلة للكنيسة ليتم بناؤها تخليدا لهذه الحادثة المصرية وصارت كاتدرائية ضخمة تجسد وتسجل هذا الظهور.
–
حوالي ثلث كنائسنا القبطية في مصر والعالم مسماة علي اسم العذراء مريم.
–