هناك مشكلة تعاني منها جميع دول العالم, وعلي وجه خاص دول العالم النامي مثل البلاد العربية, هي سيطرة اللغة الإنجليزية علي التعاملات التجارية والاقتصادية, وعلي النسبة الأكبر من المحتوي الإلكتروني العالمي المتصل بالعلوم.
إن الأرقام تكشف بوضوح عن مدي سطوة اللغة الإنجليزية في مجال الإعلام عالميا ذلك أن 65% من برامج الإذاعة عالميا باللغة الإنجليزية, و 70% من الأفلام السينمائية ناطقة بالإنجليزية, و 90% من الوثائق المخزنة في الإنترنت بالإنجليزية و 85% من المكالمات الهاتفية الدولية تتم بالإنجليزية.
وقد أصبح علي من يريد العمل في البنوك والمؤسسات المتعددة الجنسيات, وكل المؤسسات التي تمارس أعمالها في أكثر من دولة, أن يتقن اللغة الإنجليزية, كما أن هذا الوضع فرض علي الشركات والمؤسسات الكبيرة ضرورة إتقان اللغة الإنجليزية لمن يعملون بها من موظفين, بالإضافة طبعا إلي إتقانهم التعامل مع الكمبيوتر ومختلف الوسائط الإلكترونية لأنها أصبحت الوسيلة الوحيدة للتواصل في عالم التعاملات الاقتصادية والتجارية الدولية.
وإذا ألقينا نظرة علي دليل المواقع الإلكترونية العربية, نلاحظ أن القسم الذي يحتوي علي أكبر عدد من المواقع هو الشركات حوالي 4800 موقع, وذلك ما يؤكده الكتاب الصادر من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بعنوان المحتوي الرقمي العربي علي الشابكة الإنترنت بيانات عام 2010, ومعظم هذه الشركات تعمل باللغة الإنجليزية, وهذه الشركات حتي عندما تعلن عن وظائف خالية, ومع أن هذا الإعلان يتم في القسم العربي من مواقع تلك الشركات, نفاجأ بأن مواصفات الوظائف مكتوبة باللغة الإنجليزية, وبيانات استمارات التقدم لهذه الوظائف مكتوبة أيضا باللغة الإنجليزية.
وبالنسبة للمواقع الإلكترونية الخاصة بالعلوم, فإنه بالرجوع لي دليل معروف للمواقع العربية, هو دليل عجيب اتضح أن عدد المواقع الخاصة بالعلوم هو 190 موقعا فقط, تتناول موضوعات علمية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والهندسة والجغرافيا والفلك والحاسوب, وهذا العدد 190 قليل جدا مقارنة بالأرقام في التصنيفات الأخري.
وهناك جامعات عربية تنشر بعض الدراسات ومشاريع التخرج ورسائل الطلاب علي موقعها, لكن هذا غير متاح في مواقع عدد كبير آخر من الجامعات.
وتضيف دراسة المنظمة العربية تعليقا علي هذا المحتوي العلمي الفقير: ولا يزال هذا القطاع الخاص بالعلوم بحاجة إلي أدوات أكثر, من أجل تبسيط وتوضيح الأفكار العلمية – كما يحتاج إلي وجود مكتبات ومواقع للدوريات العلمية بشكل أكثف وأغني من أجل توفير الذخيرة العلمية للراغبين.
وتضيف الدراسة: ولا غني عن الإشارة إلي مشروع مكتبة الإسكندرية الإلكتروني, وهو مشروع ضخم من شأنه أن يغني المحتوي العربي العلمي علي الشابكة علي الإنترنت.
ونشير إلي استطلاع نشرته جريدة الخليج الإماراتية في العدد الصادر بتاريخ 22 أبريل 2015, تحت عنوان: نتائج استطلاع بيرسون, مارستيلر, السابع وذكرت أنه بحسب منهجية الاستطلاع, فقد تم إجراؤه خلال شهر يناير 2015, والمقابلات الشخصية باللغتين العربية والإنجليزية خلال الفترة من 20 يناير إلي 12 فبراير, من قبل محاورين محترفين وضمت العينة 300 شاب من الإمارات والسعودية ومصر, و250 من العراق, و200 شاب من عمان وقطر والبحرين والكويت والإردن ولبنان وتونس وليبيا والجزائر والمغرب واليمن, و150 من فلسطين.
وقد انتهي هذا الاستطلاع الذي شمل 900 من الشباب العربي, ينتمون إلي 16 دولة عربية, إلي أن 36% منهم يستخدمون الإنجليزية أكثر من العربية في محادثاتهم اليومية, وتطغي هذه الظاهرة في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 56% مقارنة بالدول غير الخليجية التي لم تتجاوز النسبة فيها 24%.
هذا الوضع غير مقبول, لابد أنت تواجهه الدول العربية بإثراء المحتوي الإلكتروني العربي.
Email: [email protected]