(1) : لم يتوقف عن المحاولة
يحكي أن أحد الملوك كان يحكم دولة عظيمة.. ومع أنه كان ملكا محبوبا, فقد كان له أعداء كثيرون. وذات مرة هاجم أحد الأعداء بلاده, وحدثت معركة كبيرة بين الجيش الصغير للملك المحبوب, وجيش الأعداء الكبير, وجرح عدد كبير من رجال الملك وقادته, فحزن الملك جدا, ووجد أنه لن يستطيع مواصلة الحرب, وترك الميدان ليبحث عن مكان بعيد يختفي فيه.
كان متعبا وحزينا, فدخل إلي كهف, وجلس في ركن منه علي حجر كبير, وقال: لن يستطيع العدو أن يجدني الآن.
بعد قليل نظر إلي حائط الكهف. كانت هناك حشرة عنكبوت صغيرة تغزل بيتا لها. كان العنكبوت يصعد إلي أعلي الحائط ليبدأ في تثبيت خيوط. وما أن يبدأ في ذلك, حتي يسقط ويقع. وحاول العنكبوت مرة ومرات, ووقع ست مرات, لكنه لم يتوقف عن المحاولة. وفي النهاية, تمكن من تثبيت خيوطه أعلي الحائط.
هتف الملك: رائع, أحسنت أيتها الحشرة الصغيرة.. لقد تعلمت منك الكثير, سوف أحاول مرة ومرات, وسأعود لمواجهة العدو إلي أن أطرده من بلادي!.
وترك الملك كهفه, وعاد إلي بلاده وشعبه. وتجمع حوله جنوده, والتقي بالأعداء في معركة كبيرة, وانتصر عليهم.
(2) : ضحك في ساعة خطر
تقول حكاية شعبية أفريقية مشهورة, إن الثعلب كان يحب أكل السمك الذي يمسك به في الماء غير العميق عند شاطئ النهر.
وذات يوم عندما بدأ الثعلب بوضع أطراف مخالبه في الماء, انقض عليها تمساح كان ينام متكاسلا في النهر, وأمسك بها.
هنا لم يفقد الثعلب شجاعته, فلم تصدر عنه صيحة واحدة علي الرغم من الألم وخوفه الشديد, بل انطلق يضحك ساخرا ويقول:
ها.. ها.. يظن هذا التمساح الغبي أنه أمسك بمخالبي, ولا يعرف الجاهل أنه أمسك بقطعة خشب بين أنيابه!.
ولما كان التمساح حريصا علي سمعته أمام القرود والطيور الكثيرة التي كانت تطل عليهما من فوق الأشجار القريبة, ولا يريدها أن تراه غبيا لا يفرق بين مخالب الثعلب وقطعة خشب, فقد فتح فمه بسرعة.
وفي الحال ابتعد الثعلب وهو يرقص فرحا بنجاته. ويقول: في ساعة الخطر والإيذاء, من سيطر علي خوفه وأعصابه, واعتمد علي عقله وذكائه, نجا من الموت والفناء!.
(3) : فجأة سكت كل احتجاج!
كانت توجد في أمريكا شركة مشهورة تعمل في بيع عصير الفراولة للمحلات الكبري التي تصنع الجيلاتي. وفجأة توقفت مبيعات الشركة بعد اختراع العصارات الكهربائية, فقد أصبحت المحلات تصنع بنفسها عصير الفراولة, وخيم شبح الخراب علي مصانع الشركة وعلي عمالها, وعلي مئات السيارات التي كانت تنقل بها العصير, وعلي المزارع الواسعة التي كانت تملكها لزراعة الفراولة.
وعندما أصبح إعلان إفلاس الشركة أمرا محققا, طلب أحد صغار الموظفين مقابلة مدير الشركة. وعندما دخل, وجد المدير في اجتماع كبير لتصفية الشركة وإيقاف كل أعمالها. وفي غير اهتمام سأله المدير: ماذا تريد؟ قال الموظف: عندي اقتراح بسيط يعيد للشركة مجدها.
عندئذ ارتفع أكثر من صوت يصيح بالموظف: لقد شبعنا من سماع الاقتراحات. لكن الموظف قاطع أصوات الاحتجاج وصاح: لماذا لا نبيع ثمار الفراولة نفسها بدلا من بيع العصير؟!.
وفجأة سكتت كل الأصوات, فقد كان الاقتراح رائعا بقدر ما كان بسيطا.
وأكمل الموظف: إن المحلات ليست لديها مزارع للفراولة, ولا سيارات لنقلها, ولا مخازن لحفظها.. ونحن عندنا كل هذا.
وهتف الحاضرون وصفقوا, وتم تنفيذ الاقتراح, ونجحت أعمال الشركة, وأصبح ذلك الموظف نائبا لرئيس الشركة!!
Email: [email protected]