والسؤال في سياق آخر.. من الذي خلق الخالق ؟
هل يمكننا أن نسأل من الذي طبخ الطباخ ؟.. أو من الذي خبز الخباز ؟
هل السؤال نفسه صحيح ؟
السؤال نفسه خطأ.. لأنه جعل من الخالق نفسه مخلوق.
فهل هو خالق ومخلوق معاً؟
فلو افترضنا أن (( س)) هو الذي خلق الخالق.. إذاً من خلق ((س)) ؟
وهكذا سنتسائل إلى ما لا نهاية
فإذا سألنا عن المسبب الأول للكون أو خالق الكون.. لابد أن يكون أذلي ليس له بداية
لأننا نسأل عن الكون.. والكون له بداية
لو الكون خلق نفسه… فالخالق لا يمكن أن يفسد أو يُدمَر
وإذا قلنا أن الانفجار الكوني هو المسبب الأول للكون.. والانفجار الكوني له بداية
إذاً من السبب في حدوث هذا الانفجار؟
لابد أن نتوصل إلى هذه الحقائق
أولًا: إن كل ما له بداية لابد أن يكون له مسبب
ثانيا: الكون له بداية إذاً له مسبب.. الانفجار الكوني له بداية إذاً له مسبب
فالمسبب لخلق الكون أو الخالق، خارج نطاق العلم البشري لأنه يسبق الزمان والمكان وقوانين الفيزياء
إذاً الاجابة على سؤال من الذي خلق الله، هي أن لا أحد خلق الله.
الله وجوده غير مسبب.. ببساطة لأنه يتبعه صفة الكمال فهو كائن كامل.
فلا يصح أن اقول من خلق الكائن الكامل؟ لأن الذي خلقه لابد أن يكون أفضل من الله في الصفات والقدرات.. وأكثر كمالًا من الله.
إذاً هذا الخالق لابد أن يكون له بعض الصفات، وهي:
1. لابد أن يكون أزلي.. لأنه موجود قبل أن يوجد الكون.. فطبيعته أن يكون خارج نطاق الزمن.. لأنه هو من أوجد الزمن.
2. لابد أن يكون الخالق كلي القدرة.. لكي يقدر أن يخلق هذا الكون كله بكل تفاصيله وتنوع مخلوقاته.
3. لابد أن يكون خارج المكان ولا يحده مكان، إذ إنه لم يخلق الأرض فقط بل وخلق المجرات التي تبعد عنا ملايين من السنين الضوئية.
4. لابد أن يكون كلي الحكمة.. لكي يستطيع ضبط هذا الكون بهذه الدقة.
5. لابد أن يكون كائن إرادي.. بمعنى أن له إرادة حرة.. فهو أراد أن يخلق الكون وليس مجموعة من العوامل التي اتحدت بالصدفة.
6. أن يكون كائن غير مادي.. لأن هو السبب في وجود المادة.. لأن المادة معرضة للفناء والتغيير.
7. أن يكون غير معلول.. أي أن لا سبب له أو لا سبب لوجوده لأنه موجود قبل الوجود وهو الذي أوجده.
هذا الكمال الإلهي.. كمال في الصفات.. كامل في قدرته.. كامل العلم.. كامل في حكمته.. غير محدود زمنيًا أو مكانيًا.. لا يمسه فساد على نقيض كل المخلوقات.