من أكثر الأفكار التي تشككنا في وجود الله هو وجود الشر والألم.
فهل الله فعلاً موجود؟
فمادام الله كلي المعرفة.. فهو يعلم جيداً بالشر وتأثيره.
ومادام الله كلي المحبة .. لذا فأنه يريد أن يمنع الشر عنا لأنه يحبنا.
ومادام الله كلي القدرة .. لذا فهو قادر أن يمنع الشر .. والسؤال هنا..كيف يكون الشر موجود والله أيضاً موجود؟ ولماذا لا يمنعه؟
قد يكون الله لا يعرف شئ عن هذا الشر وعن تأثيره علي الكثيرين.
او قد يكون الله غير محب لانه لا يريد ان يمنع الشر.
او قد يكون الله غير قادر عن منع الشر… وهو عاجز.
كيف يكون الله بهذه الصورة المشوهه
فهو لا يعلم… ولا يحب.. ولا يقدر..
قال الفيلسوف الامريكي بلانتيجا ” ان الله قادر علي خلق عالم بدون شر، عالم خيّر فقط… ولكن مسلوب الارادة الحرة” .
فقيمه هذا العالم تزداد بحريتنا وقدرتنا علي الاختيار ما بين الخير والشر
وهناك اشخاص قدموا انفسهم وأرواحهم فداءًا ودفاعًا عن تلك الحرية ضد القيد والاستبداد
سفر التثنية الأصحاح 30 اية 19
19 أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ
لذا فوجود الشر جزء لا يتجزأ من حريتي كانسان
فلنتخيل أني الهواء لم يطاوعني في حمل موجاتي الصوتية أثناء إيذائي اللفظي للإخرين .
أو أن يتحول السلاح لماء فلا استطيع أن أؤذي الآخر
وهذا الزاميا ليكون الشر مستحيلاً.
وهنا فقط لا يقف الامر علي ان الاشياء والطبيعة لا توافقني لارتكاب الشر.. ولكنها تلزمني علي عدم التفكير بها.
بلانتيجا أكمل كلامه وقال ” إن وجود أشخاص أحرار استخدموا حريتهم بطريقة خاطئة هم من اوجدوا الشر في العالم.
أذن وجود الشر لا ينفي قدرة الله وصلاحه.. فالله كلي المعرفة.. كلي المحبة.. وكلي القدرة مع وجود الشر في العالم.