من ارتباطه بالكتاب المقدس صار إنجيلا, ويحكي تلميذه أن بولس الرسول كان يظهر له ويفسر له الرسائل, لهذا أفضل تفاسير تشرح رسائل بولس الرسول هي تفاسير ذهبي الفم.
سادسا: راعي صالح
* لم يكن رجل سياسة ولا فيلسوفا, لكنه امتاز بالبحث عن خلاص النفوس, وكان يقول: لا أعيش إلا من أجلكم ومن أجل خلاصكم.
سابعا: نفيه
* كان له مشكلة كبيرة مع الإمبراطورة أفدوكسيا, وهي كانت قد اغتصبت أرضا يملكها إنسان عادي, فمنعها القديس من دخول الكنيسة, وأغلق الأبواب في وجهها, فقالت للجنود: اكسروا الأبواب, وشلت يد الجندي الذي حاول كسر الأبواب, فصلي ذهبي الفم علي ماء ومسح بها يد هذا الجندي فعادت سليمة. أما الإمبراطورة فتسببت في نفي القديس لآخر حدود الإمبراطورية الرومانية, وكان هدف الإمبراطورة من ذلك خبيا.. حيث أرادت أن يموت القديس أثناء سفره للمنفي, لأن الرحلة كانت طويلة وجسده كان مريضا.
* كان يرسل رسائل من منفاه مع شماسة تدعي أوليمبياس, وكانت هذه الشماسة الفاضلة تنقل رسائله للإكليروس وكل الشعب.
ثامنا: نياحته
* تنيح القديس يوحنا ذهبي الفم في المنفي عام 407م.
تاسعا: كتاباته
* له كتب ومقالات عديدة منها:
1- سر الكهنوت: أحد الكتب القوية التي تشرح ما هو سر الكهنوت.
2- الملك وحياة الراهب: قارن فيه بين حياة الملك والراهب.
* الملك يتحكم في شعوب وجيوش, أما الراهب فيتحكم في شهواته.
* الملك يحارب برابرة, أما الراهب فهو يحارب شياطين ويهدي نفوسا.
* الملك نهاره وليله آلام ومشكلات, أما الراهب نهاره وليله فرح وسلام.
* الملك يهدي ذهبا, أما الراهب يقدم نعمة وتعزيات.
* الملك يرتعب من الموت, أما الراهب يطمئن علي مصيره.
3- ستعود بقوة أعظم: في حياته وهو راهب, أحد الآباء الرهبان سقط في خطية كبيرة, جعلته يترك رهبنته ويشعر بيأس شديد, فكتب له مقالة اسماها ستعود بقوة أعظم, وعندما قرأها الإنسان الذي سقط بأ يستعيد شجاعته, وعاد وتاب واستكمل حياته النسكية بأكثر نسك.
4- سر الزيجة: كتاب شرح فيه المفهوم الكتابي والكنسي لسر الزواج, وكيف أن الزواج يباركه حضور المسيح.
5- عظات التماثيل: الشعب ثار بسبب الضرائب, وحطم تماثيل الإمبراطور, وكانت النتيجة أن الإمبراطور أراد أن يعاقب هذه المدينة, فلجأ الشعب للكنيسة, وعاشوا فيها أياما في حالة خوف وفزع, وكان في زمن هذا القديس حق اللجوء الكنسي (حسب قانون الإمبراطورية الرومانية), فاستغل القديس يوحنا هذه الفرصة وبدأ يكلمهم عن التوبة, وفي نفس الوقت يتشاور مع الملك لكي يعفو عن هذه المدينة.
ألقي القديس علي الشعب عظات كثيرة (21 عظة) سمت عظات التماثيل, لأنها ألقيت بمناسبة حادثة تحطيم التماثيل.
وحققت هذه العظات توبة مدينة كاملة, ومع الصلوات حققت عفوا من الملك, وكانت نتيجة مفرحة للجميع.
عاشرا: أقواله
له مأثوارات وعبارات قوية منها:
1- أي نفع للمسيحي الذي لا يفيد غيره
2- إن غاب عنا عون الله, لا نقدر أن نقاوم أتفه إغراء
3- ليس للشيطان أن يهاجمك إلا عندما يراك قد ملت إلي الخطية وتكاسلت
4- ليس لنا عدو إلا واحد, وهو الخطية التي تفسد سلامنا.
5- الدير أكاديمية تحتضن تفسير الكتاب المقدس
6- الكنيسة أعلي من السماء وأكثر اتساعا من الأرض
7- السيرة الطاهرة تسد فم الشيطان وتبكمه
=========
60- شهداء مصر في ليبيا أم الشهداء جميلة
لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح, ذاك أفضل جدا
(في1:23)
===========
* إخوتنا الذين انتقلوا إلي السماء كانوا ثابتين وصامدين ومسبحين.
ما أشهي أن ينتقل الإنسان وعلي لسانه اسم الله: اذكرني يارب متي جئت في ملكوتك (لو23:42), ارحمني يا الله حسب رحمتك (مز50:1), ياربي يسوع المسيح ارحمني. وهذا ما رأيناه وسمعناه, ولكن ما كان في القلوب التأكيد كان أكثر وأكثر.
أولا: مفهوم الموت:
1- انتقاء: طوبي للذي تختاره وتقربه ليسكن في ديارك (مز65:4), الله يختار. فطوبي, (يا بخت ويا بركة) من اخترته يارب ليسكن في ديارك.. لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح, ذاك أفضل جدا (في1:23), فالموت هو اختيار وانتقاء.
2- راحة: الموت ينهي آلام الإنسان علي الأرض: آلام الغربة, العوز, المرض, الوجع.. إلخ, فالموت انتهاء لكل هذه الآلام, والإنسان يعيش في غربة هذا العالم غريب أنا في الأرض. لا تخف عني وصاياك (مز119:19). وعندما تنتهي هذه الغربة يرتاح.
3- لقاء: لقاء بالسمائيين, ربما عندما ننظر إلي إخوتنا الذين انتقلوا وننظر إلي عيونهم ماذا كانوا يرون.. كانت أعينهم شاخصة إلي السماء, وكأن السماء تستدعيهم وتستعد لاستقبالهم, وصاروا من السمائيين في يوم عيد, وكانت هذه العيون ليست عيون الجسد, ولكن عيون القلب المرتفع, كلنا اختبرنا مذاقة اللقاء حين يكون الإنسان مشتاقا لإنسان ما ويلقاه بعد غيبة طويلة, فما بالكم بالحضرة الإلهية وبالأبرار والصديقين والقديسين الأمناء الذين صارت مواضعهم السماء, ما أشهي هذا اللقاء! وهذا اللقاء ليس مثل لقاءات الأرض يبدأ وينتهي.. إنه لقاء فيه دوام فالأبدية ليس لها زمن.
4- هناء: يقول سفر يشوع بن سيراخ: لا تحسد أحدا سعيدا قبل موته, فلا توجد سعادة حقيقية علي الأرض, بل في السماء.
ثانيا: موقفنا من الموت
أمام الموت بأي صورة من الصور لا نملك إلا ثلاثة أمور:
1- الإيمان: نؤمن بالله ضابط الكل الذي يدبر كل شيء, ورغم أن الموت هو العدو الأخير للإنسان والذي لا يقف أمامه إنسان, لكن لا ينبغي أن يزعزع الموت إيماننا, لأن تاريخ وننا وتاريخ كنيستنا يشهدان أن كل شهيد يسقط يزيد ويقوي الإيمان أكثر فأكثر.
2- الرضا: نحن نرضي بكل ما يفعله الله صانع الخيرات, وتدبيره المملوء حكمة. وهذا الرضا نابع من إيمان قوي في داخلنا, إنه مدبر حياتنا كلنا, وهذا ينزع أي تذمر أو أي اعتراض. هو يعلم كل شيء, يعرف مؤامرات الناس الأشرار.
3- الشكر: نشكر الله علي كل حال, ومن أجل كل حال, وفي كل حال, لأننا بالحقيقة نؤمن أن: كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله, الذين هم مدعوون حسب قصده (رو8:28), كل الأشياء حتي المؤلمة والمفجعة وحتي التي لم نتعود أن نراها أو نسمع عنها.
ثالثا: أكاليل نورانية
1- إكليل الإيمان: نالوا إكليل الاعتراف, فقد تعرضوا لضغوط كثيرة لكي ما يتركوا إيمانهم, ولكنهم ظلوا ثابتين, هم شهداء للإيمان لأنهم حافظوا علي إيمانهم إلي النفس الأخير, عاشوا في هذا الإيمان ربما لم يتعلموا في كليات لاهوت, وربما غربتهم لم تكن تتيح لهم الانتظام في الكنيسة, ولكن الله رأي في قلوبهم نقاوة فأعطاهم أن يحصلوا علي إكليل الإيمان.
2- إكليل الشهادة: نالوا إكليل الشهادة, لأنهم بذلوا حياتهم من أجل المسيح وكنيستنا علي مدار تاريخها الطويل قدمت أعدادا ضخمة من الشهاء, ونحن نعلم دائما أن عصور الشهداء هي عصور زاهية, وهي عصور مقوية لحياتنا, لذلك نصف كنيستنا: أم الشهداء جميلة.. أم الشهداء نبيلة.
3- إكليل الوطنية: هم قتلوا لأنهم من مصر, فنالوا إكليل الدفاع عن الوطن.. الوطن يقدم شهداء في مجالات كثيرة وطبعا علي قمة هذه المجالات القوات المسلحة وقوات الشرطة, لأنهم الخط الأول في الدفاع عن تراب مصر المقدس. وشهادتهم أمام الله غالية.
رابعا موقفنا من المعتدين
1- فرصة توبة: الله لا يقضي علي الشرير ولكن يمنحه فرصة التوبة يوما واثنين وثلاثة ربما يتوب ويعود, وهناك قصص كثيرة تحكي لنا عن أشرار كانوا في عمق الشر تابوا وصاروا في عمق البر, نسمع ونقرأ ونعرف.
2- الصلاة من أجلهم: نحن نصلي من أجل هؤلاء المعتدين, ومن أجل هؤلاء الأشرار, فالحياة الإنسانية ستنتهي يوما ما, حياة أي منا ستنتهي, يأتي بعدها المصير الأبدي, وهذا هو الأهم ولذلك نصلي من أجل أن يفتقدهم الله.
خامسا: نداء
1- يا أيها الشرير انتبه.. مهما طالت حياتك تب قبل فوات الأوان.
2- يا أيها المغيب انتبه.. فالعنف والظلم حتي وإن تخفي تحت عباءة التدين فهو ليس مقبولا أمام الله.
3- يا أيها العنيف انتبه.. ربما فيروس صغير يصيب الإنسان يقعده, فمهما شعرت في نفسك بالقوة فهذه ليست خصال الإنسان المقبول أمام الله.
4- يا أيها الظالم انتبه.. فحينما يأتيك الأجل سيوضع جسدك في التراب, ولكنك في يوم الدينونة ستقف أمام الله, فماذا ستقول له؟!
* نحسب أننا كسبنا واحدا وعشرين شهيدا في السماء, ولذلك فسوف يذكرهم تاريخ الكنيسة وتاريخ الوطن, تركوا الأرض ليصيروا في السماء, ربما كانت حياتهم عادية جدا, ولكن في لحظة ما طلبت حياتهم فقدموها عن رضا, وماتوا وهم يحملون اسم الله علي فمهم, ولذلك منحهم الله هذه الأكاليل.