* بدأ الله يفتش عن الإنسان الخائف الأناني الذي يعبد ذاته, ويضع أمامه علاجا لهذه الضعفات الثلاث, وهذا العلاج تمثل في أنشودة الملائكة, والتي تقدم العلاج لضعفات الإنسان الذي تغرب عن خالقه:
1- المجد لله في الأعالي: خلق الله الإنسان لكيما يتمتع بالحضرة الإلهية, ويعبر عن ذلك بالتمجيد والتسبيح, ولكن عندما رأي الإنسان ذاته اتجه إلي عبادة الذات وشهواته ورغباته حتي قال بعض الفلاسفة: إن الإنسان بئر من الرغبات التي لا تشبع, فصار الإنسان يضخم عقله واختراعاته وكأنه يقول لا حاجة لي إلي الله, وصار الإنسان كبيرا في عيني نفسه, وسقط في بئر الكبرياء, وتناسي الله كثيرا وحلت به النظرة الترابية الأرضية فقط, ولم يعد يقدم تمجيدا لله.. فالتمجيد يبين أن في قلب الإنسان مخافة الله, كما هو مكتوب: رأس الحكمة مخافة الله (سي1:16), عندما تسكن الحكمة في قلب الإنسان يستطيع أن يمجد الله ويشعر بالحضرة الإلهية في كل عمل يعمله: جعلت الرب أمامي في كل حين, لأنه عن يميني فلا أتزعزع (مز16:8). الإنسان الخائف الله هو الذي يكون مواطنا صالحا في أي مجتمع ويكون إنسانا أمينا في كل ما أؤتمن عليه.
2- علي الأرض السلام: أنانية الإنسان جعلته يتجه إلي القسوة والقمع والظلم.. فأنانية الإنسان تعميه علي أن يري الآخر, فتحولت الأنانية إلي صراع وحروب وإرهاب, والعلاج أن يكون الإنسان صانع سلام ولا يستطيع أن يصنع سلاما ما لم يمتلئ قلبه أولا من مخافة الله, كما هو مكتوب: طوبي لصانعي السلام, لأنهم أبناء الله يدعون (مت5:9), فالذي يصنع سلاما هو ممدوح من الله.
3- بالناس المسرة: صار الإنسان خائفا وخوفه يلاحقه في كل مرحلة من مراحل حياته, والحل هو في الناس المسرة.. فيجب أن يكون الإنسان مفرحا أينما حل. فإذا عاش الإنسان أيضا بمخافة قدم تمجيدا لله وصنع سلاما بين البشر, فيستطيع أن يقتني عطية الفرح المجيدة التي لا توصف, ويكون سبب فرح ليس لنفسه فقط بل لكل من حوله.
==
قصة الميلاد ليست قصة تاريخية أو مجرد حدث زمني, إنما هي رسالة إنسانية لكل أحد.
===
* قدم تمجيدا لله علي الدوام. اصنع السلام في كل مكان.. لتنال فرحا علي الأرض هنا, ويمتد بك إلي الحياة الأبدية.
===
أيها الإنسان إن أردت أن تكون حسب مشية الله فاطلب أن تسكن المخافة في قلبك, لأنه بداية طريق الحكمة.
==
43- أعياد الميلاد خلاصي بك
لأن عيني قد أبصرتا خلاصك, الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم, ومجدا لشعبك إسرائيل (لو2:30-32).
* فترة أعياد الميلاد تستمر أربعين يوما: من عيد الميلاد إلي عيد دخول السيد المسيح إلي الهيكل, وتشمل خمسة أعياد ولها معان في حياتنا.
أولا: عيد الميلاد: بداية جديدة (7 يناير- 29 كيهك)
* الله في محبته يعطينا باستمرار فرص البداية.
1- الصلاة: ونعبر عنها في بداية صلواتنا ونقول: فلنبدأ بدءا حسنا.
2- الأمل: البداية تعني للإنسان الأمل والتفاؤل والرجاء, وتعني أيضا روح الحماس والاستبشار بالخير.
3- الفرح: في عيد الميلاد بشر الملاك الرعاة بفرح عظيم لم تختبره البشرية من قبل.. وهذا الفرح يكون لجميع الشعب.. فرح يحوي في داخله النور والمجد.
* مع الميلاد.. ابدأ بدءا جديدا.. ضع أمامك تعهدا أو وعدا جديدا.
==
عيد الميلاد هو البداية الجديدة المفرحة المليئة بالأمل والعمل والاجتهاد.
–
ثانيا: عيد الختان: السمة الجديدة (14يناير- 6 طوبة)
1- العهد: كان الختان علامة في الجسد للذكور فقط من الشعب اليهودي, وفيها سفك للدم, والعهد الذي يتم بالدم هو عهد لا ينقض, وكان هو العلامة المميزة للشعب اليهودي وفيه قطع جزء من الجسد, ويرمز للختان الروحي, فالقلب المختون يعني القلب المخصص أو المكرس.
2- التكريس: فقلبي يصير مخصصا لله.. الختان يعني أنك تقيم عهدا جديدا مع مسيحك, وتمتلك قلبا جديدا.
* انزع مني القلب الحجري وأعطني قلبا جديدا لحميا يشعر ويتأثر, ويكون حساسا للخطية.. اسع أن يكون لك قلب جديد.
* توجد أصنام كثيرة ممكن أن تحتل القلب مثل التكنولوجيا أو العمل.
3- العضوية: الختان يعطي المختتن أن يكون عضوا في شعب الله, فالختان يعني السمة الجديدة والاسم الجديد..
ثالثا: عيد الغطاس: الولادة السمائية (19يناير- 11 طوبة)
1- باب الأسرار: بدون المعمودية لا يستطيع الإنسان أن يأخذ أي سر من أسرار الكنيسة. ونكرر في هذا العيد: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت3:17), وتنقسم العبارة إلي جزءين, الأول: هذا هو ابني الحبيب, ويرمز إلي سر المعمودية, والثاني: الذي به سررت, ويرمز إلي سر التوبة والاعتراف الذي هو تجديد للمعمودية.
2- الثوب الأبيض: عيد الغطاس هو عيد نمارس فيه تذكار معموديتنا, والمعمودية تعني امتلاك الثوب الأبيض, وصارت رحلة الإنسان أن يحافظ علي هذا الثوب الأبيض نقيا.
3- بداية الطريق: المعمودية كانت أول الطريق, بينما التوبة هي طول الطريق. وهذه التوبة هي التي تحول كل الخطاة إلي أبرار. ونسمي سر التوبة معمودية ثانية, لأن من علامات التوبة الحقيقية دموع التوبة, وهي من الماء أيضا.
رابعا: عيد عرس قانا الجليل: الأسرة الجديدة (21 يناير- 13 طوبة)
1- عرس مفتوح: حضر المسيح العرس في قانا الجليل, وتمت المعجزة ولم يذكر اسم العريس أو العروس, فهو عرس مفتوح لكل البشرية.
2- كنيسة جديدة: يصير للإنسان الأسرة الجديدة, أي الكنيسة..
3- مسئولية جديدة: الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده, بل يحتاج إلي مجتمع.. فيصير الإنسان عضوا في أسرة جديدة فيها روح الله.
* عيد عرس قانا الجليل عيد يجدد عضويتنا في كنيستنا.. وهو أيضا عيد لكل أسرة.
خامسا: عيد دخول المسيح الهيكل: الأبدية السعيدة (15 فبراير- 8 أمشير)
1- الخلاص المنظور: لأن عيني قد أبصرتا خلاصك.. نظر سمعان الشيخ خلاص المسيح علي الصليب, وهذا الخلاص لجميع الشعوب.. الفرح يكون نورا للأمم, ومجدا لليهود.
2- السماء المفتوحة: الهيكل يرمز إلي السماء: إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كأننا قيام في السماء.. إذا انشغل الإنسان بالسماء تهون عليه كل مشاكل الأرض.
3- النصيب الأبدي: الإنسان الذي ينظر نصيبه الأبدي كل يوم.
* وإذا سرت في حياتك بحسب هذه الأعياد الخمسة.. يكون لك هذا النصيب في السماء.