واهتم حبيب جرجس بالتعليم الديني في المدارس ووضع له المناهج والكتب:
ففي سنة1909م أصدر لذلك كتابهخلاصة الأصول الإيمانية في ثلاثة أجزاء لسني الدراسة الابتدائية الأربع وتهافت علي اقتنائه المدرسون والطلبة.وفي سنة 1913 صدرت الطبعة الخامسة منه.
وفي سنة1937 أصدر ثمانية كتب جديدة باسم المبادئ المسيحية الأرثوذكسية لتوافق المناهج الجديدة:أربعة كتب منها للتعليم الابتدائي,وأربعة للتعليم الثانوي.
كما أصدر ثلاثة كتب بعنوانالكنز الأنفس في التاريخ المقدس.وإن كانت كتبه يعتمد عليها المدرسون في المدارس الحكومية,فقد صارت هي أيضا المعتمدة في كل المدارس القبطية الحرة.
اتصل أيضا بالمسئولين في وزارة المعارف للاهتمام بالتعليم الديني.
اهتم حبيب جرجس أيضا بالصحافة.وأصدر مجلته المشهورةالكرمة التي استمرت 17عاما:
وتميزت تلك المجلة بعمق تحريرها,وقوة مقالاتها وبمجموعة من المحررين الأكفاء من أشهر الكتاب في أيامه.أصدرها سنة1907 وساعده في تحريرها جبرائيل بك الطوخي رجل القانون.
نصيف بك الطوخي رجل القضاء.
الأرخن الأستاذ تكلا رزق الذي كان يقوم بتدريس مادة العلم والدين في الإكليريكية.
الأستاذ يسي عبد المسيح أستاذ اللغة اليونانية والطقوس بالإكليريكية وأمين مكتبة المتحف القبطي.
الأستاذ سمعان سيليدس أستاذ اللاهوت بالإكليريكية, قوسة بك جرجس الواعظ والكاتب.
الأستاذ كامل جرجس شقيقه
عزيز بك مرقس,وداود بك غالي.
ولأول مرة بدأت هذه المجلة تنشر ترجمات لأقوال الآباء القديسين:
وصارت هذه المجلة أعظم المجلات القبطية في جيلها.
وكانت تنشر بحوثا قانونية,وبحوثا في العلم والدين,وفي الكتاب المقدس وفي العقيدة واللاهوت.ويشمل كل عدد عظة روحية قوية من عظات الأستاذ حبيب جرجس.
وغالبا توقفت هذه المجلة لأسباب مالية,إذ كانت تشكل عبئا ماليا عليه.
وكان حبيب جرجس شاعرا أيضا:
وقد استغل هذه الموهبة في تأليف الترانيم والأناشيد الدينية.وكلها تتسم بالطابع الأرثوذكسي.وبعضها تراتيل لأطفال مدارس الأحد.وقد ضمنت هذه التراتيل في كتابين هماأناشيد أرثوذكسية وترانيم عقائدية وكتابإنعاش الضمير في ترانيم الصغير.كما وضع حبيب جرجس نشيدا للإكليريكية من تأليفه.
وأصدر حبيب جرجس مؤلفات عديدة:
فغير ما ذكرناه,أصدر في العقيدة كتابه المشهورأسرار الكنيسة السبعة وفي اللاهوت المقارن أصدر كتابالصخرة الأرثوذكسية وكتاببرلام ويواصف.
وفي تاريخ الكنيسة:أصدر كتاب مارمرقس الإنجيلي,وكتاب حياة القديسين الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس.
ومن جهة الكتب الروحية أصدر عدة كتب,هي سر التقوي ونظرات روحية في الحياة المسيحية,وعزاء المؤمنين وروح التضرعات كما أصدر من جهة آماله في الإصلاح كتابهالوسائل العملية للإصلاحات القبطية.
وقد نال حبيب جرجس شهرة كبيرة.
واحبه الناس جدا لاهتمامه بالتعليم في كل المجالات وأيضا لشخصيته الروحية وفي انتخابات المجلس الملي العام,كثيرا ما كان يحصل علي أكبر الأصوات.ولكن لم يحدث اختياره وكيلا للمجلس الملي العام.لأن وكلاء المجلس في تلك الأيام كانوا يختارون من باشوات الأقباط أو أصحاب المناصب الكبيرة.
وقد رشح حبيب جرجس مطرانا للجيزة في سنة1948:
ولكن البابا يوساب الثاني لم يوافق علي ترشيحه للمطرانية لأنه لم يرسم راهبا.علي الرغم من أنه كان بتولا,ومكرسا للخدمة الدينية,وفي رتبة أرشيدياكون,ومديرا للكلية الإكليريكية.
عظمة حبيب جرجس لم تكن في منصبه إنما كانت في عمق خدمته.
كان حبيب جرجس يؤمن بالعمل الإيجابي:
كان عصره مملوءا بالصراعات وكثير من محبي الصلاح في عصره لجأوا إلي النقد الشديد وإلي التشهير بالأخطاء ومرتكبيها وبعضهم دخل مع الكنيسة في قضايا في المحاكم وبخاصة من جهة إدارة الأوقاف.
أما حبيب جرجس فكان إنسانا هادئا,يحب العمل الإيجابي البناء.وركز عمله في التعليم.
لم يشغل نفسه بأخطاء عصره,ولم يضيع وقته في انتقاد الضعف الموجود,وبدأ يعمل.حفر أساسين ووضع حجرين أساسيين هما الإكليريكية ومدارس الأحد.وظل البناء يرتفع وهو ينشد وأما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات يصنعون مشيئتك.
طاف أقاليم الكرازة كلها يعظ ويعلم,وينشر النور في كل مكان,وأخرج مئات من الوعاظ من تلاميذ يعظون ويكرزون.
كان حبيب جرجس وديعا ومتواضع القلب:
لم يذم أحدا,ولم يهاجم حتي الذين لأسباب نفسية قد هاجموه.وكان يحتمل في صبر.وخلال سبعة عشر عاما في تحرير مجلة الكرمة, لم يكتب عبارة نقد ضد أحد وكان يخضع باستمرار للرئاسة الدينية.
وقد انضم إلي المجلس الملي,ليحفظ قانون الكنيسة في موضوع الأسرة والطلاق:
لأنه في أيامه كانت كل قضايا الأحوال الشخصية للأقباط من اختصاص المجالس الملية.فلحرصه علي سلامة الأسرة,كان يحضر جلسات الأحوال الشخصية في المجلس الملي كذلك كان في المجلس هو المدافع عن الإكليريكية والتعليم الديني.
عاش رائدا للتعليم الديني في جيلنا.
فخدم التعليم في كل مجالاته ووسائله:في الوعظ والكتابة والتدريس علي منبر الكنيسة وعلي منبر الجمعيات وفي المعاهد الدينية.
وضع أساسا وكثيرون بنوا عليه,وربما بعض هؤلاء قد ارتفع بناؤهم جدا.ولكنهم لولا ذلك الأساس ماكانوا قد استطاعوا أن يبنوا.وهو تعب,والباقون دخلوا علي تعبه.أنه أب للكل,لكل الذين يعملون في مجال التعليم الديني.
لم تكن له أسرة خاصة لأنه كان بتولا,وكذلك كل إخوته بالجسد ولكن له أسرة مترامية الأطراف فكل الإكليريكيين والوعاظ وخدام مدارس الأحد أبناء له.
نيح الله نفسه الغالية في فردوس النعيم.