أعلنت هيئة الأمم المتحدة, بالتعاون مع رابطة الناشرين الدولية, إنشاء نادي الكتاب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتي عام 2030.
وقد اختار النادي الدولي أربعة كتب علي مستوي العالم, لترجمتها إلي كل لغات الدنيا, من بينها رواية ليلة النار للكاتب المصري يعقوب الشاروني, لتحقيق هدف محاربة الفقر في العالم, الكتاب صادر عن دار نهضة مصر للنشر, من رسوم الرسامة سمر صلاح الدين.
أعلنت هيئة الأمم المتحدة أن القراءة والتعليم أمران أساسيان لنمو وتطور الأطفال والشباب, ويمكن للقصص أن تغذي مخيلتهم وتزيد من وعيهم بالإمكانيات الجديدة. وباعتبار أن الشباب أصبح الآن عنصرا أساسيا في تحقيق الأهداف, فإن نادي الكتاب لتحقيق أهداف التنمية يهدف إلي تشجيع الأطفال والشباب الصغير علي التعرف علي تلك الأهداف والمشاركة في تحقيقها, وذلك بطريقة شيقة وأسلوب جذاب عن طريق القصص والروايات المتميزة التي نقدمها إليهم.
كما تؤكد إدارة شئون الإعلام بهيئة الأمم المتحدة أن المعرفة كانت ولازالت المفتاح الأساسي للتقدم, والكتب هي الوسيلة التي يتم من خلالها حفظ المعرفة ومشاركة كل الناس في الاستفادة منها, لتحقيق التنمية والتغيير إلي الأفضل.
وتضيف: يجب إتاحة الفرصة لجميع أطفال العالم للتعرف علي عالمهم من خلال القصص والروايات الموجهة إليهم, التي يتم اختيارها من خلال لجنة يشارك فيها أعضاء من الأمم المتحدة, ورابطة الناشرين الدولية (IPA), والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA), والاتحاد الأوروبي والدولي لبائعي الكتب (EIBA), ومنتدي المؤلفين الدولي (IAF), والمجلس العالمي لكتب الأطفال واليافعين (IBBY الإبي) الذي يقدم جائزة هانز أندرسن الدولية لمؤلفي ورسامي كتب الأطفال واليافعين من كل أنحاء العالم.
وكان الشاروني قد فاز عام 2016, عن نفس رواية ليلة النار, بجائزة أفضل مؤلف للأطفال علي مستوي العالم من المجلس العالمي لكتب الأطفال بسويسرا (IBBY), وكتب المجلس المصري لكتب الأطفال (EBBY) عن هذه الجائزة قائلا:
تستحق رواية ليلة النار بجدارة أن يتم اختيار مؤلفها الشاروني ضمن قائمة الشرف للمجلس العالمي لكتب الأطفال بسويسرا لأفضل من يكتبون للأطفال في العالم, إذ أنها تتناول موضوعا في غاية الأهمية, لم يسبق طرحه في أدب الأطفال من قبل, هو الطبقات الاجتماعية المهمشة.
المذهل في الأمر أن القصة لا تدور حول صراع الطبقات, أو الاحتكاك الطائفي, أو حتي الحراك الاجتماعي, وإنما تدور حول إنسانية الأفراد الذين يعيشون علي هامش المجتمع.
تدور أحداث هذه الرواية في واحد من أفقر أحياء القاهرة منشية ناصر حيث تقع كارثة عندما تشتعل النيران في السوق, في الأكواخ والعشش الصغيرة المصنوعة من الخشب المقامة علي أرض فضاء كانت خرابة, ويحترق تماما.. الكارثة تهدد الحياة الاقتصادية للعديد من العائلات تهديدا شديدا, فالسوق العشوائية هي المصدر الوحيد للرزق بالنسبة لهم, ولابد من إعادة بنائه قبل صباح اليوم التالي, وإلا يتعرضون لتحفظ الحكومة علي الأرض الخالية والاستحواذ عليها بعد احتراق ما عليها من أماكن للبيع..
تنطلق حبكة الرواية من منظور الشاب الصغير المبدع مختار صاحب الرؤية والعزيمة, البالغ من العمر ثلاث عشرة سنة, الذي يحث والده علي قيادة الناس وتوحيدهم لإعادة بناء السوق بأساسات أقوي, خلال ليلة واحدة.
ويرسم الشاروني بأسلوب جذاب وخطي سلسة, صورة فريدة نابضة بالحياة لهذه البيئة, بما تحتوي عليه من معمار هش مناسب لطبيعتها.
الشاروني لا يقحم وجهة نظره علي عقل القارئ, بل علي العكس, تنمو الأحداث علي نحو منطقي مشوق, من خلال ما تحتوي عليه القصة من شخصيات وأحداث, من علاقات وحوار, وما تشير إليه ضمنا بغير تصريح.
إن ليلة النار قصة بطولة متفائلة عن قوة المجتمع, تحكي كيف يمكن لأفراد حي, عندما يتحدون, أن يحققوا معجزات لا يتصورها عقل.
إنها بغير شك قصة تستحق القراءة من الصغار والكبار علي حد سواء.