الباب الثاني
الفنون الجمالية المرئية والملموسة النصوص المقدسة
فنون الأشكال
وتصنع المذبح من خشب السنط, طوله خمس أذرع, وعرضه خمس أذرع. مربعا يكون المذبح, وارتفاعه ثلاث أذرع
(خر 27: 1)
* في (ص11) أعطي للقديس يوحنا قصبة لقياس هيكل الله والمذبح, أما من يقوم بالقياس هنا فهو الملاك المصاحب, والغرض من القياس هو إبراز مجد وبهاء واتساع المدينة.
* قصبة من ذهب: القصبة هي وحدة القياس كالمتر أما كونها من ذهب فالدلالة علي كرامة المدينة التي سوف يتم قياس أبعادها, وهنا معني آخر جميل وهو أن الأمور الروحية الذهبية لا تقاس إلا بالروحيات قصبة من ذهب.
(رؤ 21: 16) والمدينة كانت موضوعة مربعة, طولها بقدر العرض, فقاس المدينة بالقصبة مسافة اثني عشر ألف غلوة, الطول والعرض والارتفاع متساوية.
* أما وصف المدينة كما رآه القديس يوحنا وهي بالطبع كلها قياسات روحية رمزية وليست مادية حقيقية إنها كانت مربعة, أي أن بهاء مجدها متساو لو نظر إليها الإنسان من أي جهة, كذلك أيضا ارتفاعها.
* الغلوة: حوالي 185 مترا.
* اثنا عشر ألف غلوة: لا قيمة هنا للمقياس المادي ألفان ومائتان وعشرون كيلو متر, ولكن الغرض هو ترك خيال القارئ لمدي اتساع هذه المدينة.
(رؤ 21: 17) وقاس سورها: مئة وأربعا وأربعين ذراعا, ذراع إنسان أي الملاك.
* 144 ذراعا: ارتفاع سورها كان 144 ذراعا, قد تكرر هذا مرتين في (ص 1: 4) عدد المختومين, و(ص14: 1) اتباع الخروف, وفي الحالتين كان هذا العدد كناية عن الكثرة, لأنه حاصل ضرب أرقام الكمال (12*12*1000), وبالتالي يكون ارتفاع سور المدينة هنا كناية عن ارتفاع مجدها.
* ذراع إنسان أي الملاك: الذراع الإنساني يساوي حوالي 50سم ولكن الذي قام بالقياس هو الملاك, فالمقصود معني روحي أي ارتفاع وسمو عظيم لهذه المدينة.
(رؤ 21: 18-20) وكان بناء سورها من يشب, والمدينة ذهب نقي شبه زجاج نقي, وأساسات سور المدينة مزينة بكل حجر كريم, الأساس الأول يشب, الثاني ياقوت أزرق, الثالث عقيق أبيض, الرابع زمرد ذبابي الخامس جزع عقيقي, السادس عقيق أحمر, السابع زبرجد, الثامن زمرد سلقي, التاسع ياقوت أصفر, العاشر عقيق أخضر, الحادي عشر أسمانجون, الثاني عشر جمشت.
* بعد أن ذكر القديس يوحنا أن أساسات المدينة هي اثنا عشر أساسا رسل المسيح, يبدأ في هذه الأعداد الآتية وصف كل أساس منها من حيث الحجر المصنوع منه ولونه بما يحمل ذلك من معني وتأملات روحية.
* في (ع 18) الوصف الإجمالي إذ كان السور من حجر كريم لامع كالماس يشب (ع11) وهو بلوري أي شفاف, وكذلك المدينة من ذهب وهو معدن ثمين جدا ونقي أي بلا شوائب أو إضافات تقلل من قيمته, ولكنه ليس ذهبا عاديا أيضا إذ هو ذهب شفاف كالزجاج بمعني أن لمعان المدينة ومجدها لا يحجب ولا يشغل الإنسان عن رؤية الله ذاته.
1- الأساس الأول يشب: حجر شفاف لامع يميل لبعض الخضرة, ويرمز بلمعانه وشفافيته إلي الإيمان المستقيم وفي خضرته للحياة الأبدية.
2- الأساس الثاني ياقوت أزرق: يرمز إلي أن المدينة روحية سمائية لا تخضع للمقاييس الأرضية.
3- الأساس الثالث عقيق أبيض: حجر أبيض يرمز للطهارة والنقاء.
4- الأساس الرابع زمرد ذبابي: حجر أخضر يرمز للنمو في النعمة.
5- الأساس الخامس جزع عقيقي: وهو أبيض مجزع بأحمر رمز أن الطهارة أساسها دم المسيح.
6- الأساس السادس عقيق أحمر: أي أنها مبنية علي سر فداء المسيح دمه الكريم.
7- الأساس السابع زبرجد: أنقي أنواع الذهب فكل ما بها لا يصدأ لا يتغير ولا ينتهي.
8- الأساس الثامن زمرد سلقي: هو لون البحر الهادئ الصافي وهو حال ساكني مدينة الله.
9- الأساس التاسع ياقوت أصفر: الياقوت يرمز للبصيرة المستنيرة.
10- الأساس العاشر عقيق أخضر: الحياة وديمومتها الأبدية.
11- الأساس الحادي عشر أسمانجوني: أزرق سماوي وحجره صلب جدا رمز لخلود المدينة وساكنيها.
12- الأساس الثاني عشر جمشت: حجر لونه أرجواني أحمر قاتم, يمتاز بالجاذبية المغناطيسية, هكذا سنكون منجذبين للمدينة السماوية.
* لقد حملت هذه الأحجار وألوانها الكثير من التأملات الروحية للعديد من المفسرين, ولكن مع كل هذا لم يقصد بهذه الحجارة سوي إبراز ما تتميز به المدينة من غني وفضيلة.
(رؤ 21: 21) والإثنا عشر بابا اثنتا عشرة لؤلؤة, كل واحد من الأبواب كان من لؤلؤة واحدة, وسوق المدينة ذهب نقي كزجاج شفاف.
* جاءت أسس المدينة أحجار متنوعة هي إشارة إلي الفضائل المتنوعة التي يجب أن يحملها داخلوها, ولكن الأبواب جاءت متماثلة هي إشارة إلي أن الدخول يكون من باب الخراف الوحيد في صفاته.
* اللؤلؤة: هي الحجر المختفي في قوقع البحر, وترمز هنا إلي بهاء مجد الله الذي يضئ علي أبواب المدينة, وقد كان مخفيا عنا وظهر.
* سوق المدينة: أي وسطها ومركزها, وجاء مثل وصف سورها في (ع 18), أي أن اجتماع المؤمنين فيها في مجد عظيم يرمز إليه الذهب الثمين, وفي ترجمات أخري جاءت كلمة سوق المدينة بمعني ساحتها.
(رؤ 21: 22) ولم أر فيها هيكلا, لأن الرب الله القادر علي كل شيء, هو والخروف هيكلها.
* الهيكل: هو رمز لحضور الله ومسكنه, والله في الحقيقة لا يحده مكان مصنوع أو مخلوق, وبالتالي لا يصير هناك داع لهيكل, فأورشليم الجديدة السمائية سيكون الله الآب دائم الحلول بها وابنه الخروف قائم بمجده في وسطها, ولهذا استخدم القديس يوحنا تعبير أن الإله القادر والخروف هيكلها أي أن الله يرعي أولاده في الملكوت كأب حنون ومخلص وفادي أحبهم حتي الموت.
(رؤ 21: 23) والمدينة لا تحتاج إلي الشمس ولا إلي القمر ليضيئا فيها, لأن مجد الله قد أنارها, والخروف سراجها.
* بمثل ما قاله من عدم جدوي وجود هيكل, فلن يكون هناك أيضا شمس أو قمر وذلك:
أولا: لأنهما من مستلزمات الحياة الأرضية الزمنية والحياة القديمة التي انتهت.
ثانيا: لأنه لا حاجة لأي نور إذ صار الله أيضا هو نورها وبهائها.
(رؤ 21: 24) وتمشي شعوب المخلصين بنورها, وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها.
* بنورها: أي نور المدينة الإلهي.
* يتمتع أولاد الله بنوره ويسيرون أي ينمون في معرفته ومحبته, ويتفق هذا المشهد السمائي الرائع مع ما ذكره أيضا إشعياء فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك.. قد اجتمعوا كلهم. جاءوا إليك (إش 60: 3-5).
* ملوك الأرض: يأتي أيضا القديسون حاملين فضائلهم وآلامهم السابقة من أجل الإيمان مجدهم وكرامتهم.