تكلم الرسول بولس ففاه هذه الكلمات الرائعةلأن الله لم يعطنا روح الفشل,بل روح القوة والمحبة والنصح(2تيمو1:7) وضع الرسول مقابلة دقيقة بين روح الفشل وبين روح القوة والمحبة والنصح.الله لم يعطنا روح الفشل وفي بعض الترجمات روح الخوف,فروح الخوف أو الخشية ليس من الله لكن مصدره واحد وهو إبليس.وهدفها الاستسلام والخنوع تحت الضعف والهوان,هدفه أن يعطلنا عن الجهاد الحسن والعمل بالوصية الإلهية,الاستسلام لهذا الخوف هو أحد القضايا المهمة والتي تمثل مشكلة كبيرة للكنيسة سواء في الشرق أو الغرب,عندما تقع الكنيسة تحت سلطان الخوف تصاب بالشلل وتفقد هدفها وتأثيرها,فتصير فنارة بدون نور ملحا بلا ملوحة.تفقد رائحتها وصوتها.فتكف عن المناداة برسالة الخلاص والحياة للبشرية التي تعاني حولها.أمام هذا الخوف أعطانا الله القوة والمحبة والنصح,المنظومة ذات الثلاثة أبعاد والنافعة لنا كأفراد وككنيسة,وقد أعطانا الله إياها كيما نعمل عمل المبشر ونتم خدمتنا.البعد الأول هو روح القوة لعمل وتتميم إرادة الله في حياتنا حتي لو كانت من المنظور البشري مستحيلة.فعندما طلب الرسول بولس من الله أن يرفع عنه المرض والضعف قال له اللهتكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فها هي قوته تعمل في الرسول بولس كي يستمر في خدمته بقدرة الله غير المحدودة,لذا علينا أن نخدم الله بقدرته هو,إمكانياته وليس بحسب قوتنا نحن.البعد الثاني هو المحبة وهي الدافع الصحيح لعمل كل ما يأمرنا به الله لصالح إخوتنا وأخواتنا.وتظهر أهمية تلك المحبة في علاقتنا بالله علاقتنا بالناس وكذلك في العمل,إن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا(نش8:7) لابد أن يكون دافعنا لخدمة الله والناس هو المحبة بدون أي أغراض أو دوافع خفية.فبالمحبة نحقق إرادة الله ونشبع قلبه ونتواصل مع الناس ونغير حياتهم البعد الأخير في هذه الآية هو روح النصح أو الحكمة لتحقيق إرادة الله.هي الحكمة الإلهية التي بها أستطيع أن أعمل عمل الله,وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله(يعقوب1:5).لذا,لنطلب حكمة من الله ونحن نتمم مشيئته فسيعطينا بسخاء ولن يعير.كان يوسف رجلا ناجحا وكل مايصنعه ينجح…ذلك لأنه قد استقبل من الله روح القوة ليحتمل الظلم,وروح المحبة ليحتمل ويحب ظالميه ومسخريه مثل إخوته وفوطيفار والسجان,وروح الحكمة التي بها استطاع أن يخرج مصر من أزمتها الاقتصادية فقد كانت علي شفا مجاعة هذه هي الوصفة الإلهية لنا القوة والمحبة والنصح الذي بها نستطيع أن نغير العالم.