اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم(يوحنا 15 : 16).. هذه العبارة الرائعة قالها السيد المسيح لتلاميذه فهو قد بادر واختارنا وأقامنا لنأتي بثمر ويدوم ثمرنا, هو الذي فتش علينا وقرع علي أبواب قلوبنا ودعانا أبناء وأحباء, فهو الذي دعي بطرس ليتبعه, وكذلك يعقوب ويوحنا. هو الذي أقامنا وعيننا وقد جاءت في بعض الترجمات زرعتكم لتذهبوا وتأتوا بالثمار لمجده, هذه الدعوة المجيدة تتفعل فقط إذا ثبتنا فيه وفي كلمته وفي محبته. أما عن أنواع الثمر الذي يطلبه الله منا فهو نوعان: ثمر الروح وثمر الخدمة. ثمر الروح كما جاء في غلاطية 5:23,22 وأما ثمر الروح فهو: محبة, فرح سلام, طول أناة, لطف, صلاح, إيمان, وداع, تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس.. هذه الثمار التسعة تصير في حياتنا عندما نثبت فيه ونحيا منه ونمتلئ من روحه, وعلي رأس هذه الثمار هي المحبة فهي العلامة المميزة لأبناء الله وهي التي تؤكد أ ننا قد انتقلنا من الموت إلي الحياة, فإن من لا يحب لا يعرف الله. والمحبة, تعني قبول الآخر فلا أشعر تجاهه بالاحتقار فأرفضه أو نجس فأهمله. وهذا ما شرحه لنا المسيح في مثل السامري الصالح فهو قد صار قريبا لليهودي الذي وقع بين اللصوص, علي الرغم من العداوة والكراهية التي يضمرها كل منهما للآخر. وهي أيضا تعني الاتحاد بالآخر ومد يد المصالحة وفي هذا الصدد أعجبني موقف بابا الفاتيكان عندما كان يزور كنيسة إنجيلية في إيطاليا, وقال إنه يسأل الغفران من الكنيسة الإنجيلية بسبب اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية لها في الماضي, إن المحبة الحقيقية هي التي تبهر العالم وليس الكلام أو الطقوس التي نمارسها, فهل تحمل أنت ثمار الروح التسعة ورأسها المحبة؟
أما النوع الثاني من الثمر فهو ثمر الخدمة. قال المسيح لتلاميذه اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر 16:15) إن رسالتنا للعالم هو أن نذهب ونبحث عن الضال حتي نجده, أن نسترد المطرود ونجبر الكسير ونعصب الجريح. ثباتنا في الكرمة دليل علي الحياة التي تتدفق من جذورها إلي فروعها فتصير هذه الفروع أغصان حية ممتلئة من مشئيته, وعندئذ يصير لنا الحق أن نطلب أي شيء لمجده ونأخذه.