صورة تعبيرية استخدمها الكاتب فيليب يانسي, وقد شبه الكنيسة بالباخرة العملاقة التي تمخر عباب المحيط, فهي مدركة لهدفها وقصدها,في بعض الأحيان تسرع وأحيانا أخري تبطئ تقف هنا تارة وهناك تارة أخري,وهنا أحب أن أرسم صورة ثلاثية الأبعاد لرحلة هذه الباخرة التي هي الكنيسة في بحر الحياة لنستطيع أن ندرك عظمتها وقوتها أما هذه الأبعاد فأولها هي هوية الكنيسة فهي كما قال الرسول بولسرعية مع القديسين وأهل بيت الله(أفسس2:19),فهوية الكنيسة هي أنها أهل بيت الله وعائلته,فكل من آمن بالرب يسوع ولد من الروح القدس وصار خليقة جديدة صار له كل الحق أن يدعو الله بأبانا, وهذا ما علمنا إياه الرب يسوع ولأننا عائلة الله فنحن إخوة بعضنا بعضا فكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضا,نحن أسرة واحدة.وأهل بيت واحد,نعيش معا في ملكوت واحد يسكن فينا روح واحد أيضا يقول: فإنكم أنتم هيكل الله الحي,كما قال الله:إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا(2كو6:16),هوية كنيسته أنها هيكله الذي يسكن فيه ويعلن فيه رفقته ومسيرته ومحبته والتصاقه,هي جسده من لحمه وعظامه,وثاني هذه الأبعاد هي وجهتها وقصدها التي دعاها الله له فهو يدعوها أن تعيش وتسلك حسب هويتها سواء في علاقتنا بعضنا البعض نحن المؤمنون أو في علاقتنا بمن هم في الخارج وهذا عين ماتكلم به الرسول فهو يحثنا قائلاأن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها,بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة….صادقين في المحبة….نمو الجسد لبنيانه في المحبة(أفسس4:1, 2, 15, 16) فالوجهة والقصد هو أن نقبل بعضنا البعض,أن نحب بعضنا بعضا,أن نحفظ وحدتنا معا مهما اختلفت طوائفنا أو تعددت مذاهبنا فكل من يولد من الله هو عضو في هذه العائلة ومدعو للاتحاد معا,وهي أيضا إعلان محبة للخطاة من حولنا فهم يشتاقون أن يروا المحبة الحقيقية الغير مشروطة الخارجة من قلب الله.ثالث هذه الأبعاد هو الإمكانيات التي دفعها الله لجسده لتحقق دعوته التي أوجدها من أجلها فقد أعطاها سلطان الكلمة وإعلان الحق الذي يحرر ويشفي كل إنسان ونري في سفر أعمال الرسل الذي هو كتاب أعمال كنيسة الرب يسوع كيف صلت وشهدت وجاهرت بالحق في كل المسكونة حتي سمع أغلب ساكنيها رسالة الخلاص.لذا دعونا ككنيسة واحدة أن نعرف هويتنا ووجهتنا وإمكانياتنا لنحقق مشيئته في أرضنا.