تتناول رسالة يعقوب عدة موضوعات مهمة منها حث المؤمنين علي الثبوت في إيمانهم بالمسيح والطاعة له في أثناء الضيقات الشديدة والتجارب المختلفة وضرورة الأعمال الصالحة كأثمار تليق بالتوبة ودليل علي الإيمان النقي كما أنه يضع أمامنا تحديا هاما جدا وهولاتكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم! فعندما نستخدم اللسان لنقوم بدور المعلم للناس ولا نهتم بأن نعيش ما نقوله نأخذ دينونة عظيمة وينتقل يعقوب إلي الحديث عن موضوع اللسان فهو عضو صغير لكن تأثيره هائل في خطورته وتكمن هذه الخطورة في تأثيره علي القيادة والتوجيه, لذا فقد شبهه باللجام ذلك الجزء الصغير الذي يوضع في فم الفرس والذي يتحكم في سرعته واتجاهه أيضا قد شبهه بالدفة الصغيرة التي تحرم السفينة الكبيرة العملاقة هكذا اللسان فهو عضو صغير في الجسد ولكنه يتحكم في مصيرنا واتجاهاتنا كما يتناول يعقوب تشبيها آخر للسان يعطينا بعدا آخر لأهميته فهو مثل نار في تأثيره فلو لم ننتبه له فهو يستطيع أن يلوث الجسد كله ويكون نارا تلتهم كل حياتنا! لتدمر علاقاتنا وخدمتنا فهذه النار مصدرها جهنم ويستكمل وصفه اللسان وخطورته فيراه شرا لا تمكن السيطرة عليه ومملوء سما مميتا فيه تارة نبارك الله الآب ونعطيه التسبيحات ونغني له أجمل النغمات شاكرين فضله ورحمته وعطاياه شاهدين له أمام الناس ناصحين ومشجعين وتارة أخري نلعن الناس الذين تكونوا علي شبه الله شاتمين ورافضين بعضنا البعض,كاذبين ومزيفين للحقائق ويقف يعقوب مشدوها أمام هذا الانفصام الذي يراه في حياة المؤمنين فها هو نبع مياه واحد يخرج مياها عذبة وماء مالحا كيف يحدث هذا!؟ ويصل يعقوب إلي استنتاجه النهائي أن هذا اللسان لايستطيع أحد من الناس أن يروضه ويسوقه بل مجرد محاولة ترويضه وأستئناسه وإخضاعه هي محاولة خارجية فاشلة فالطريقة الوحيدة لترويض هذا العضو الصغير هو بتسليم القلب للإله الحي الذي يستطيع بدوره أن ينقي ويطهر أعماق القلوب لتصير مكانا مقدسا ومكرسا لسكني الإله الحقيقي فكلما أخذ الله مكانه ومكانته في القلب كلما تمكن أن يخضع الفكر واللسان لعمل الروح القدس,فهكذا يعلمنا الرب يسوع أنالإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح,والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه…عزيزي القارئ الكريم لاتحاول أن تصلح كلامك أو لسانك فإنك لن تستطيع أن تنجح ولكن سلم قلبك بكامله لرب الخليقة وسيدها دع الروح القدس يحرث قلبك وينقيه ليملك عليه ويصنع منه مسكنا له حينئذ تستطيع أن تبارك الله وتمدح الناس تقدر أن تعين وتغيث المعبي بكلمة وتربح النفوس لملكوت الله وتضرم دائرة الكون بالنعمة باللسان.