مدخل دراسي للإنجيل
رابعا:سفر الرؤيا
الأصحاح السابع عشر:بابل الزانية
أقسامه:1-النص(رؤ17:1-6) 2-شرح النص(رؤ17:7-18).
من هي بابل؟
*بابل هي مدينة أنشأها نمرود(تك 10:9) وهو رجل جبار وعاصي.
*تشتهر بعبادة الأوثان وخاصة إلههامردوخ.
*عنادها يظهر في قصة برج بابل في العهد القديم.
*وهي تشير إلي جماعة الأشرار أو مملكة الدجال أو رومال الطاغية.
1-النص:هلاك المرأة الزانية(رؤ17:1-6).
*بابل:قد يقصد بها بابل ذاتها أو يقصد بها روما,وقد يقصد بها كل نفس معاندة لأنها مسكن لإبليس.
*الزانية:رمز للشر إذ تنحرف بالناس بعيدا عن الله.
*العظيمة:وهي رمز لتأثيرها الكبير علي الناس.
*الجالسة علي المياه الكثيرة:رمز للموقع الجغرافي أو الشعوب والجموع والأمم (رؤ17:15).
*زني معها ملوك الأرض:إشارة إلي البذخ والترف والغني الذي يقود الناس بعيدا عن الله.
*سكر سكان الأرض من خمر زناها:الخطية تعطي في البداية لذة مؤقتة,ثم دمار شامل للحياة.
*مضي بي بالروح:إشارة إلي انفتاح بصيرة الإنسان علي عالم الروحيات.
صفات المرأة الزانية:
1-جالسة علي وحش قرمزي:لونالدم إشارة إلي أن هذا الوحش متعطش لسفك الدماء والجلوس علامة توهم الاستقرار ودوام المجد الأرضي.
وجالسة في برية:مقفرة وخالية مما يشبع الإنسان,فحيث يسكن الشيطان هناك الجفاف الروحي.
2-متسربلة بأرجوان:رمز للسلطان والعظمة والملك.
3-حليها:إشارة إلي إغراءاتها المتعددة.
4-كأس من ذهب في يدها:إشارة إلي عظمة الشر.
2-تفسير النص:قمة الصراع الشيطاني ضد الله(رؤ17:7-18).
يعتبر هذا الجزء بمثابة تفسير الجزء السابق في الأصحاح ومع ذلك يبدو كجزء صعب عسير الفهم.
هنا الذهن الذي له حكمة(رؤ17:9):ففهم هذا الجزء يحتاج إلي حكمة إلهية والفكر بالروح.ويمكن تقسيم هذا الجزء إلي قسمين:
أولا:حديث عن الوحش(رؤ17:8-14):
*الوحش كان:إذ كان للوحش سلطان عظيم قبل الصليب.
*وليس الآن:إذ فقد سلطان حريته بعد الصليب.
*عتيد أن يصعد:عندما يحل من سجنه في الأيام الأخيرة تمهيدا لهلاكه النهائي.
*مع أنه كائن:فالوحش كان له سلطان عظيم قبل الصليب ولكنه مقيد الآن إلا أنه مازال حيا رغم فقده لسلطان حريته.
هنا الذهن الذي له حكمة! السبعة الرؤوس هي سبعة جبال عليها المرأة جالسة وسبعة ملوك خمسة سقطوا,وواحد موجود,والآخر لم يأت بعد.ومتي أتي ينبغي أن يبقي قليلا والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة ويمضي إلي الهلاك(رؤ10:9-11).
تفسير السبعة ملوك:
أ-قد تشير إلي الممالك الوثنية والرافضة لعمل الله:
*خمسة سقطوا:(مصر الفرعونية-أشور-بابل -فارس-اليونان).
*السادس موجود:(الملكة الرومانية).
*الآخر -السابع-لم يأت بعد:(ممالك ضعيفة متعاقبة تبقي زمانا قليلا).
*الثامن هو الوحش:مملكة الدجالالوحش.
ب-قد تشير إلي الأباطرة الذين تعاقبوا علي عرش روما:
*خمسة سقطوا:
(أغسطس قيصر-طيباريوس-كاليجولا-كولوديوس-نيرون).
*السادس موجود:(فسبسيان) ويقصد بموجود أنه بقي زمانا طويلا.
*الآخر -السابع-لم يأت بعد:(تيطس) ويبقي زمانا قليلا,أي فترة بقائه لا تحصي من قصرها.
*والثامن هو من السبعة:(دومتيان) أي أنه يحمل نفس الروح العدوانية التي للسبعة وفي عهده نفي القديس يوحنا إلي جزيرة بطمس.
*والثامن أيضا قد يعني:الشيطان الذي يحمل روح الشر والعدوانية.
عمل السبعة ملوك(سبعة رؤوس وعشرة قرون):
*يأخدون سلطانهم كملوك ساعة واحدة:إشارة لعدم استقرار مملكة الشيطان ومحدودية سلطانهم.
*لهم رأي واحد,ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم:إشارة إلي اتفاقهم في روح الشر والقسوة.
*سيحاربون الخروف:إشارة إلي تجبرهم ورفضهم للمسيح.
سر الغلبة والنصرة(رؤ17:14):
*هؤلاء سيحاربون الخروف,والخروف يغلبهم…
الخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك:فهو سيد التاريخ.
-سر غلبة الذين مع الخروف إنهم:مدعوون بكلمة الإنجيل المقدسة,ومختارون بعمل النعمة والجهاد,ومؤمنون بالثقة والإيمان بالمسيح.
ثانيا:حديث عن سقوط بابل دينيا(رؤ17:15-18):
*أما العشرة القرون التي رأيت علي الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية(رؤ17:16).
-العشرة قرون:رمز للمالك الضعيفة المتعاقبة.
-يبغضون الزانية:يمزقون الإمبراطورية الرومانية.
والنتيجة:
*سيجعلونها خربة:بلا وجود وليس فيها حياة.
*عريانة:بلاثوب ولا غطاء=خزي وعار.
*يأكلون لحمها:تصير بلا قوة(وتوضح قسوة ومقدار الفتك بها).
*يحرقونها بالنار:بلا رجاء=لايكون لها أثر.
وبهذا يؤكد القديس يوحنا أن قوة روما-وكل قوة مضادة لله-تحمل في ذاتها عناصر فسادها وهلاكها.
*الله وضع في قلوبهم أن يصنعوا رأيه وأن يصنعوا رأيا واحدا(ع17):قد يتكاتف الأعداء ضد الكنيسة ولكن هذا التكاتف بسماح من الله لأنه-التكاتف-يحمل في ذاته عناصر فساده.
تغيير مفاجئ!!
وفي نهاية هذا الأصحاح يشرح القديس يوحنا كيف أنه في تغيير مفاجئ للأحداث يتحول حلفاء المرأة ضدها ويهلكونها وهذه هي طريقة عمل الشر إذ أن الشر مهلك بطبيعته.