برامج “السبوبة” بين الموهبة والوعي
البرامج الرياضية والتحليل الفني للمباريات فيما سمي مؤخرا ب ” الاستوديو التحليلي” ملف مهم يجب فتحه بسبب رداءة المحتوي وكم الساعات الضائعة في “اللت والعجن والرغي ” من اشخاص عدد كبير منهم غير مؤهل ولا يمتلك موهبة الخطاب الاعلامي او حتي التحليل الكروي فليس من الضروري ان يكون أفضل مدرب او لاعب كرة هو أفضل من يتحدث عنها فمثلا خالد بيومي على الرغم من أنه لم يسبق له أن مارس اللعبة، لكن الله منحه كيفية رؤية المباراة وتحليلها، الكرة لعبة شعبية والكثيرون بإمكانهم أن يتحدثون عنها ومنح رأي جميل إذا فالموهبة هي العنصر الرئيسي لتواجد واستمرار أي فرد في المجال .
الجوهري كان أفضل مدرب لكنه لم يكن موهوباً في التحليل وكذلك حسن شحاتة الموضوع ليس “فهلوة” والتي هي للاسف سر فشل العديد من المنظومات في المجتمع حالياً ، فالتحليل مهنة، ومقدم البرامج مهنة كلاهما الموهبة عامل أساسي فيهما، ولا يرتبطان بكونك لاعب سابق من عدمه .
سمعت احد النجوم الكبار يقول ” كان أحد المحللين يترك المباراة لكى يدخن الشيشة، ويعود قبل نهاية المباراة، ويسأل على النتيجة ثم يدخل الاستديو ليحلل مباراة لم يشاهدها، وهؤلاء يصيبون الجمهور بالجهل الكروى، ويدمرون كرة القدم المصرية ويدفعونها للتخلف، وبعضهم تحركهم الأغراض والانتماءات والأحقاد الشخصية
تجد احيانا مدرباً يعمل لأكثر من 20 سنة، ولم يحقق بطولة وفكره أصبح متحجراً عند السبعينات ولا يتابع الكرة الحديثة، ومن الممكن أن يكون خسر فى مباراة بنتيجة كبيرة وفى اليوم الثانى يقوم بتحليل مباراة وينتقد مدربين أفضل منه
هؤلاء انكشف أمرهم اكثر بعد زيادة وعى الشباب وثقافتهم الكروية، نتيجة متابعة الدوريات الأوروبية لان التحليل مهنة محترمة من ضمن اهدافها رفع الذوق العام لدي المتابعين وليس كل من يعمل بها سيئاً، فهناك من المحللين الذين يتواجدون فى الاستديوهات لمدة 12 ساعة لتجهيز عملهم مثل التونسي نبيل معلول كبير كما يوجد الكثير من المواقع والبرامج الرياضية وهو ما يشكل جيل جديد ذو عقلية جيدة ولديه ثقافة كبيرة، وأيضاً رؤية جيدة للمباريات، يحاول أن يضع صبغة علمية في المواد التي يقوم بتقديمها، وهو ما لم يكن موجود من قبل، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض المنافذ التي تعتمد على السخونة .
الذي نراه حاليا في الفضائيات المصرية يجعلنا نؤكد ان معظم تلك البرامج والتي تتمتع بنسبة مشاهدة عالية خاصة من الشباب صغار السن والخبرة هي السبب الأول في زيادة حدة التعصب لدى المشجعين بل ولدي كل من هم في المنظومة الرياضية عامة والكروية خاصة .
فاثناء كتابة هذه السطور من اكثر الموضوعات اثارة ليس في الرياضة فقط بل في المشهد المصري العام مشاكل رئيس الزمالك مع الكثيرين وقضية احمد حسام “ميدو” وحسني عبد ربه والسبب الرئيسي هو تناولها ومداخلات “الخبث” والنفخ في النار من خلال تلك البرامج التي لا تتعامل مع هذه القضايا “بروح رياضية”