السوبر الإماراتي وأين المشكلة
الالتزام والروح الطيبة والتشجيع المثالي الذين ظهر عليهم جماهير كل من الأهلي والزمالك الذين حرصوا علي حضور مباراة السوبر الإماراتي بين أهلي دبي بطل الدوري والجزيرة بطل الكأس بإعداد تجاوزت العشرين ألف متفرج أعادت فتح ملف عودة الجماهير للمدرجات بعدما تسببت أحداث الشغب المتتالية وخاصة من أعضاء روابط الالتراس علي خلاف انتماءاتهم في استبعاد فتح هذا الملف المؤرق أمنيا خاصة وأن السنوات القليلة الماضية شهدت أسوأ كارثتين في تاريخ كرة القدم والرياضة المصرية بل ضمن الأسوأ عالميا واللتين أفرزتا مقتل العشرات من الضحايا الأبرياء في أحداث استاد بور سعيد ثم الدفاع الجوي .
ساند جمهور الزمالك فريق الجزيرة الإماراتي بإعداد تفوق العشرة آلاف مشجع ، وساند جمهور الأهلي الذي تجاوز أيضا العشرة آلاف فريق أهلي دبى في ظل اتفاقيتي توأمة بين الناديين المصريين مع نظيريهما الإماراتيين ، حرصت الجماهير المصرية علي رفع أعلام الأهلي والزمالك لتكون هي القاسم المشترك في روح رياضية جيدة ومطلوبة.
وحسنا فعل منظمي المباراة باختيار استاد الدفاع الجوي الذي شهد المأساة الأخيرة ليتبدل الحال من الحزن والدماء والسواد إلى أفراح وابتسامات وبطولات بعدما حسم الأهلي مباراة البطولة بفوز غال بهدفين لهدف واحد للجزيرة في ظل تنظيم أكثر من رائع خاصة في الإخراج والتصوير.
لم تقتصر مكاسب مصر من استضافة البطولة علي الشأن الرياضي والجماهيري ولكن امتد الأثر علي السياحة – أبرزها تواجد أدجار ديفيدز أحد أساطير الكرة الهولندية وحضوره كضيف شرف بدعوة موجهة إليه من رابطة دوري المحترفين الإماراتي – وكذلك الأمن بخروج اللقاء دون ما يعكر الصفو وكان للفن دورا جيدا ممثلا في مساهمة الفنان تامر حسني بروحه المصرية الأصيلة.
لذا يجب أن يتكرر مثل هذا التنظيم علي فترات متقاربة وان تكون الإمارات هي البداية وليست الوحيدة وعلي ان يكون التنظيم المقبل في استاد بورسعيد كبداية لعودته للخدمة بعد غياب واقعي وطبيعي.
ومن شدة إعجاب السفير الإماراتي بالتشجيع المثالي للجماهير المصرية أمر قبل بدء اللقاء مباشرة بفتح أبواب الدخول لباقي المشجعين المتواجدين دون أن يكون بحوزتهم تذاكر .
هذا الالتزام وتلك الروح أمران مشرفان ولكن لماذا تفعل تلك الجماهير عكس ذلك وهي تقوم بتشجيع أنديتها المصرية وليس ما فعله جمهور الأهلي مع لاعبيه من تعدي بدني ولفظي بعد اقتحام مرعب لأسوار ملعب التدريب بفرع النادي بمدينة نصر ، ببعيد لذلك الكل يتساءل ” أين المشكلة ”
ننتظر أن تفتح الأجهزة الأمنية وقيادات الرياضة المصرية ملف عودة الجماهير لأنها تعطي قبلة الحياة للمدرجات الخاوية والكرة في ملعب أولئك العاشقين للتشجيع أن يؤدوا دورهم …..بروح رياضية