أثيرت مؤخرا وبقوة قضية التمييز الديني في الرياضة المصرية وخاصة في كرة القدم علي خلفية طرد إكرامي مدرب حراس المرمى بالنادي الأهلي لناشيء صغير كان مزمعا أن يخوض الاختبارات التي كانت معدة لضم لاعبين جدد لقطاع الناشئين بالنادي العريق بسبب ان اسمه ” مينا” وبعد أن ألقت بعض وسائل الإعلام الضوء علي هذه الواقعة .
تعددت وقائع اخري سبقت وتلت ذلك والتي أكدت وجود شيء ما أو عرف يمنع أن يكون بين لاعبي الأندية وبالتالي المنتخب الوطني لاعب مسيحي .
سبق أن أثرنا هذا الموضوع مع أقطاب الرياضة وكرة القدم سواء علي المستوي الشخصي والمواجهة المباشرة أو من خلال الكتابة في ذات الموضوع وكان الرد الجاهز “هاني رمزي ” وكأن نجمنا الخلوق هو الممثل الرسمي والدائم لمسيحيي مصر في كرة القدم وعلي ذكر ” رمزي” وجب علينا ان نذكر بالعرفان ونحيي الكابتن محمود الجوهري صاحب انجازي التأهل للمونديال والفوز بلقب الأمم الأفريقية وصاحب التاريخ الأبرز في تاريخ الكرة المصرية بل والعربية والأفريقية، لاعبا ومدربا ومديرا فنيا ومسئولا عن التخطيط الكروي في مصر والأردن.
فالجوهري – رحمه الله- كان القاسم المشترك في المعاملة المحترمة للاعبين ايا كان انتمائهم، بنفس الاحتضان والحب والشفافية لما لا وهو الأب الروحي لجيل كامل من اللاعبين وخاصة من شاركوا تحت قيادته في مونديال 1990 بإيطاليا.
وكلما ذكر اسم هاني رمزي ومعه اشرف يوسف لاعب الزمالك والمنتخب الوطني السابق يذكر ” الجوهري” بكل الخير كونه احتضنهما واعطاهما الفرصة كلاعبين والدعم كمدربين دون الأخذ في الاعتبار ديانتهما فهذا كان طبعه وعقيدته منذ كان قائدا وضابطا بالجيش المصري- شهد بذلك من خدموا معه – كما دعم واحتضن لاعبو الأقاليم رغم انتماؤه للنادي الأهلي وعمله بإخلاص في نادي الزمالك وهذا من نوادر الكرة المصرية علي مستوي التدريب – كمدرب مصري – قد يشابهه ما فعله تلاميذه النجباء الأخوين حسام وإبراهيم حسن ولكن كلاعبين ويتبقى لهما تدريب بيتهما الأول.
اختص الجنرال جريدة “وطني” بحوار شامل في عدد 25 نوفمبر 2007 الورقي رغم أنه كان عازفا عن الظهور الإعلامي في ذلك الوقت ليس استعلاء بل تواضعا وتركيزا في عمله أكثر
واتذكر انه استمر معي علي الهاتف أكثر من ساعة وربع من وقته الثمين بعدما صمم أن يطلبني هو ومن أبرز الجمل في ذلك الحوار ” نجاح هاني رمزي الباهر في رحلته الكروية يؤكد اختياري السليم وعدم التعسف أو المجاملة فالمعيار عندى الملعب والأخلاق “.
(جوهري …….جوهري ) كان الهتاف الاشهر لرياضي مصري خاصة في فترة عمله بالتدريب ، ننتظر أن يجود علينا الزمن بمثل ” الجنرال” ولكن لن يحدث هذا إلا إذا تعامل الرياضيون مع الجميع .. بروح رياضية.