للمرة الثانية علي التوالي يطلق الدكتور عصام العريان تصريحاته الصادمة للقوي السياسية و حتي للمواطنين العاديين علي حد سواء .. إذ قال العريان عقب خروج مظاهرات 24 أغسطس: من خرج أمس هم الأقباط فقط .. وعرفوا
للمرة الثانية علي التوالي يطلق الدكتور عصام العريان تصريحاته الصادمة للقوي السياسية و حتي للمواطنين العاديين علي حد سواء .. إذ قال العريان عقب خروج مظاهرات 24 أغسطس: من خرج أمس هم الأقباط فقط .. وعرفوا قدرهم ولن يتحدثوا بعد اليوم !! و رغم أنني لم أكن من مؤيدي تلك التظاهرات .. إلا أنني وجدت أن علينا استعادة بعض الذكريات من الماضي القريب لإنعاش ذاكرة الدكتور عصام العريان .
أقباط مصر هم أول من خرجوا يوم 1 يناير عقب ضرب كنيسة القديسين بالإسكندرية .. هم أول من أجبروا الأمن علي حماية المتظاهرين بدلا من ملاحقتهم بالعصي .. و هذا ما رأيته رؤي العين فلا أسرد من خيالي أو بوازع من انتمائي القبطي .. أتذكر جيدا أن الشباب أوقفوا سيارات الأمن المركزي أمام شارع مسرة في شبرا لتفتيشها خشية القبض علي زملائهم وكان بينهم حينها مينا دانيال الشهيد الشاب .
أقباط مصر هم من خرجوا في 25 يناير رغم وصايا بعض القيادات الكنسية بعدم الخروج لكن كثيرين منهم بالحس الوطني العالي أدركوا أن ثمة تغيير يحدث في مصر يحتم عليهم المشاركة.
أقباط مصر هم من شاركوا في تظاهرات محمد محمود 1 و 2 و مجلس الوزراء و اعتصام 8 يوليو و حينما كنت أنت ومؤيدوك من الإخوان والسلفيين في المكاتب المكيفة تشجبون وتلومون .. وتنعتون المتظاهرين بأنهم قبيضة وعملاء وخونة ..في وئام مع العسكر ومباركة لفض الاعتصامات بالقوة .. أو قل بالوحشية كما حدث في مجلس الوزراء .. هؤلاء نصبوا الخيام في الميدان مع شركائهم في الوطن و كانت ضمنهم حركة أقباط بلا قيود وأقباط بلا حدود وماسبيرو والأقباط أحرار وغيرها من الحركات القبطية التي تكونت في أعقاب الثورة وانخرط فيها شباب مسيحيون بعد عقود عاشوها في شرنقة صنعها نظام مبارك بسياسة فرق تسد.
الأقباط هم من خرجوا في مسيرات حاشدة يعبرون عن غضبهم لتجاهل مطالبهم وتعرض كنائسهم للحرق والهدم والتخريب وقتل أبنائهم.. حتي وصلوا إلي ماسبيرو لتدهسهم الدبابات فتزهق الأرواح وتنتحر المواطنة.. وتموت بذرة التغيير في مهدها بعد أن استخدمت نفس أساليب مبارك في بث الفتن الطائفية.
تلك مقتطفات سريعة عن الأقباط الذين تقدم الدكتور العريان وقال إنهم عرفوا قدرهم جيدا .. نعم يعلم الأقباط قدرهم وأقولها لك يعملون أيضا حقوقهم.. ربما يفتقدون للخبرة السياسية والحنكة التي تمتكلها أنت لكنهم أبدا لم يكونوا خونة ولا أقلية منقلبة.. ولا دعاة شقاق.. وطالما قدموا أنفسهم أكباش فداء ليحفظوا سلام هذا الوطن وجلسات الصلح العرفي خير شاهد علي ما أقول .. فماذا قدمت أنت لتحفظ سلامه؟!