الإنتربول يطارد صناع الفيلم المسئ للرسول.. وفرنسا تغلق سفاراتها في 20دولة بعد نشر كاريكاتير مسئ أيضا.. سيناء علي وشك الانفصال.. والنخبة مشغولة في تيارات تجمع شتاتها.. وعلي جانب المشهد يقف المواطن الغلبان
الإنتربول يطارد صناع الفيلم المسئ للرسول.. وفرنسا تغلق سفاراتها في 20دولة بعد نشر كاريكاتير مسئ أيضا.. سيناء علي وشك الانفصال.. والنخبة مشغولة في تيارات تجمع شتاتها.. وعلي جانب المشهد يقف المواطن الغلبان لا حول له ولا قوة.. ترهقه الأفكار والخوف من المستقبل.. لا يستطيع شراء حاجاته الأساسية وعلي رأسها الدواء.. الأنسولين اختفي ومرضي السكر يصرخون والأسبوسيد لمرضي الجلطات أيضا اختفي.. وألبان الأطفال مثل قطع الماس إن وجدتها كنزا ثمينا وجدت.. لا المدعم منها ولا غيره في الأسواق.. والأطفال يرضعون الحرمان.. والاحتجاجات تسكن كل رقعة في مصر.. كل مشغول في حاله والدستور يتم طهيه فوق نيران أفكار الإخوان والسلفيين.
نعم الكل مشغول عن الدستور.. نفاجأ كل يوم بمقترح صادم يطرحه بعض أعضاء تأسيسية الدستور.. فتارة يقترحون مادة لعدم المساس بالذات الإلهية.. وكأن الله منح للبشر- صنيعة يديه- سلطة الدفاع عنه.. وتارة نري اقتراحا يكفل احترام الرموز الوطنية وتجريم المساس بها.. دون أدني نظر لمن هو الذي يستطيع أن يمنح لأي مصري صفة الرمز الوطني أو يخلعها عنه.. فهل المراد هو الزج بمواد تكمم الأفواه؟
هل خرجنا من دوامة الفساد لدوامة الإسكات؟!.. لم يكن عهد مبارك بكل ما فيه من عوار في القوانين.. ورعونة في التعاطي الأمني مع المواطنين.. وتجاهل للدور الوطني الذي يلعبه الكثيرون.. لم يكن يستطيع بكل جبروته أن يضع بالدستور مادة لتكميم الأفواه.. وهنا للأمانة يجب أن أشير أنها ما زالت اقتراحات في طور المناقشة ولم ترتق حتي للمسودة.. لكنها اقتراحات تبعث القلق في النفوس.. فحتي الآن الشعب لا يعلم بأي آلية نستفتي علي المواد المستقر عليها.. وكيف لنا الاطلاع علي تلك المواد وما هي المدة المحددة من تاريخ الصياغة النهائية وحتي تاريخ الاستفتاء.. كلها أمور متروكة للتخمين والعبث الإعلامي أحيانا.. فلا نحن علمناها واقتنعنا بها للاستعداد لقبولها والموافقة عليها.. ولا نحن علمنا أي آلية مما ذكرناها لنرفضها ونمثل جماعة ضغط علي التأسيسية لإصلاحها قبل الوصول إلي مرحلة الصياغة النهائية فلا يجد الاستفتاء مقاومة واستقطابا دينيا مثلما حدث سابقا في استفتاء مارس 2011 فإلي المسئولين: اعلمونا بالدستور يا أسيادنا وآليات الاستفتاء عليه.. من حقنا كمصريين أن نعلم ما يكمن في النوايا, أم أنه ليست هناك خطة توضح آليات الاستفتاء التي أعلن رئيس الوزراء هشام قنديل منذ أيام أنه سيكون أول أكتوبر .. وحقا لا أعلم كيف نستفتي أول أكتوبر علي دستور حتي اليوم 23 سبتمبر لم تخرج لنا الصيغ النهائية لأبوابه؟!