أجهل حقا من منا المخطئ؟ هل الإخوان الذين دافعنا عنهم حينما زج بهم في المعتقلات؟؟ أم نحن مزيج القوي السياسية المختلفة التي لم تفطن إلي خطورة وصول الجماعة للحكم في هذا الوقت من عمر الوطن وتحت سمع ومرأي الشعب..
أجهل حقا من منا المخطئ؟ هل الإخوان الذين دافعنا عنهم حينما زج بهم في المعتقلات؟؟ أم نحن مزيج القوي السياسية المختلفة التي لم تفطن إلي خطورة وصول الجماعة للحكم في هذا الوقت من عمر الوطن وتحت سمع ومرأي الشعب.. فمنذ عامين فقط كانوا يشاركوننا الأهداف وحلم التغيير.. فجأة أصبح كل ما عداهم ممولا أو خائنا أو عميلا.. كل معارض صار إما كافرا أو محرضا. في ظل موجة التخوين خرج علينا الدكتورعصام العريان ليتهم اليسار بالعمالة والتمويل.. عبر حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
و هنا أقول له: من منكم بلا خطية فليرمها بحجر أولا.. يا دكتور عصام أنت الآن تتصرف وتصرح باعتبارك عضوا في الجماعة الإخوانية وليس عضوا في الجماعة الثورية. هذا اليسار الذي تنعته الآن هو شريك الثورة بدءا من الناصريين وحتي الاشتراكيين الثوريين الذين أيدوا صعودكم للحكم في انتخابات البرلمان ثم الرئاسة.. لماذا يسلك الإخوان وكأنهم ملاك الوطن والبقية أجراء؟؟ أيها الإخوان لم تتركوا أحدا إلا ووصمتموه.. لم تمرروا موقفا إلا واصبغتموه إخوانيا.. لم تبقوا علي معارض حتي اتهمتوه بالخيانة.. ونسيتم أن النظام القوي هو الذي يمتلك معارضة قوية.. والنظم الهشة فقط هي التي تحرص أن تكون معارضتها كرتونية فتزج بمعارضيها في السجون أو المصحات النفسية.. لملموا ما تبقي لكم في الشارع لأنكم بطمع سياسي غير مسبوق أخشي أن تخسروا في ثمانية أشهر ما بنيتموه في ثمانين عاما.
وسلكتم طبقا لنظرية التوحد مع المعتدي..التي يعاني فيها الشخص من اعتبار المعتدي عليه هو القدوة له فيسلك حينما تسنح له الفرصة نفس سلوكه.. فطالما قهركم مبارك ونظامه واعتبركم المعارضة القوية فأطاح بكم في السجون.. وراح يمارس فيكم كل صنوف التعذيب والإقصاء ليس فقط عليكم بل علي كل تيار الإسلام السياسي.. وحينما سنحت لكم الفرصة لتقتنصوا الحكم في أعقاب الثورة بعد عقود من القهر والاستبداد جلستم علي عرشه.. ومارستم نفس سلوكه بل أشد وأعنف منه.. إذ بدأتم من حيث انتهي هو في القمع والاستحواذ.. وبعد أن كنا نعاني من نظام فاسد يقهر معارضيه.. صرنا نعاني من نظام يخون ويكفر معارضيه.. وما يزيد عن ذلك أنكم منحتم الإشارة الخضراء لمريديكم ليكونوا متطوعين للتخوين والاتهام بالتمويل والتشويه والعمالة لكل من ينطق ببنت شفة كاذبا كان أم صادقا.. مخالفا زور أو شريفا أمينا.. همسة في آذانكم.. المعارضة الهشة تخلق الفراعين.. والفراعين لا تدوم.