للأسف الشديد تغيرت أساليب التعامل مع الأحداث وملأت الأحقاد والكراهية والعنف والبلطجة قلوب المعنين بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية,وفي الأسبوع الماضي حدثت واقعة فظيعة طالت شابا في مقتبل العمر,طالب في كلية الطب في السنة الثالثة مغترب,وفجأة بدأت الأعمال العنيفة والتعديات,وأسرع المتعدون إلي التحطيم والضرب والقتل والهروب إلي أماكن متفرقة.وفي لحظة فارقة امتدت يد آثمة قاتلة وتحول طالب الطب إلي قتيل مذبوح من رقبته دون ذنب جناة أو مشاركة في العنف.وسريعة الأخبار المؤلمة وصل الخبر للوالدين,صرخ الأب صرخة عالية ولم تحمله قدماه وسقط علي الأرض.أما الأم المكلومة فقد فقدت الوعي تماما. بعد أن ضاع ابنها وحرمت منه إلي الأبد.كان المشهد كفيلا بأن يجعل كل من رآه أو سمع به يذرف الدموع بلا توقف حزنا وألما علي شاب في مقتبل العمر كان يتمني أن يكون طبيبا يسعي إلي شفاء المرضي وإسعاف المحتاجين إلي لمسة أصابعه.
لم أشاهد الشاب ولا أعرف اسمه ولكني شاهدت ما حدث لوالديه ورأيت معاناتهم وعذابهم وحرمان أم مكلومة من ابنها ودموعها المدرارة التي لم تتوقف علي فقد فلذتها وابن عمرها.هل ما حدث له علاقة بالثورة أو بسببها أم بسبب الفوضي والحقد الكامن في قلوب البلطجية والحاقدين والذين لايصل إليهم عقاب رادع وحازم,هذا الحادث البشع لم يفارق عيناي ولا أذناي ولا مشاعري ولا عقلي ولا قدرتي علي الصمت والتحمل,وهل يستطيع أب جريح وأم محطمة أن تتحمل الأيام والليالي.
إننا نطلب لهم الرحمة وأن يطول القصاص الرادع الأيدي الآثمة التي اقترفت هذه الجريحة النكراء.