اليوم عيد القيامة المجيد…عيد المحبة والفداء…ذكري قيامة السيد المسيح من الأموات بعدما صلب عنا علي الصليب وقهر الموت لينقلنا إلي الحياة الأبدية…اليوم نعيش أفراح القيامة,لكن في الحلق غصة,فقبل نحو شهر رحل
اليوم عيد القيامة المجيد…عيد المحبة والفداء…ذكري قيامة السيد المسيح من الأموات بعدما صلب عنا علي الصليب وقهر الموت لينقلنا إلي الحياة الأبدية…اليوم نعيش أفراح القيامة,لكن في الحلق غصة,فقبل نحو شهر رحل عنا وعن الكنيسة الراعي الأمين قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث…رحل ليتحرر من أعباء العالم وليستريح من أتعاب الجسد وليمضي إلي السماء حيث ينضم إلي صفوف السمائيين في التسبيح والصلاة والتشفع من أجل سلام واستقرار شعبه وكنيسته ووطنه.
إذا كانت وطني عمرها في عالم الصحافة 54عاما,فإن أربعين عاما منها مضت في ظل حبرية البابا شنودة…أربعون عاما تتابعت علي الجريدة وتتابعت معها احتفالات أعياد الميلاد وأعياد القيامة مرتبطة ارتباطا وثيقا بقداسة البابا..كان قداسته ركنا أساسيا في الاحتفالات حتي بات جزءا لايتجزأ عنها…تحركاته,صلواته,كلماته,استقبالاته,كلها كانت محور معايشة الأعياد وجوهر التغطية الإعلامية التي تعني بهاوطني لتنقلها إلي قرائها الأعزاء.
ليستوطنيوحدها التي تمتلك هذا الرصيد العزيز لقداسة البابا,بل هناك أكثر من جيل من المصريين ارتبط بقداسته ولم يعايش سواه علي رأس الكنيسة….نعم,فكل من بلغ سن الإدراك عام1971 عام جلوس البابا شنودة علي الكرسي البابوي-أي عمره اليوم يناهز الخمسين عاما-لم يعايش سوي قداسة البابا شنودة وترتبط ذكرياته الحية عن الأعياد بقداسة البابا…أقول ذلك لأعكس مقدار ارتباط الشعب القبطي بالبابا ومقدار ارتباط ذكريات الأعياد في عقول وقلوب نسبة كبيرة من هذا الشعب بالبابا…بل لعلي لا أبالغ إذا قلت إن ذات الذكريات يشعر بها الكثير من المصريين من إخوتنا المسلمين وسائر مراتب المسئولين الذين تعودوا رؤية ومتابعة ولقاء قداسته في الأعياد,وهؤلاء أيضا هم من عبروا عن عميق مشاعر الخسارة لدي رحيله عنا ودعوا لأن يرتب الله خلفا له يتمتع بنفس درجة محبته وحكمته وإيمانه بوطنه مصر.
الكنيسة اليوم تحتفل بعيد القيامة,فكما قال نيافة الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركي:عيد القيامة عيد سيدي مرتبط بالإيمان,والاحتفال بعيد القيامة احتفال خاص بالسيد المسيح,ونحن نؤمن أن إيماننا الأرثوذكسي مبني علي التجسد الإلهي وإكمال الفداء والقيامة المقدسة من أجل خلاص البشرية,لهذا لاينبغي أن تتوقف الصلاة في هذا اليوم تحت أي سبب من الأسباب,وألا يمس الاحتفال اللاهوتي,فترفع الصلوات بالطقس الفرايحي مع الألحان والمردات,لكن وفاء لأبينا الحبيب البابا شنودة الذي رحل عنا اتفقنا في المجمع المقدس أن نحد من المظاهر الاحتفالية.
هذا ما صرح به نيافة الأنبا باخوميوس,وأنا في ظل هذه السياسة ومع كل مشاعر الإجلال والوقار المرتبطة بالعيد والمتصلة برحيل قداسة البابا شنودة أصلي إلي الرب أن يحفظ كنيسته ويرتب لها الراعي الحكيم الذي يرعاها وأن يبارك في بلادنا مصر في المرحلة الدقيقة التي تمر بها هذه الأيام في مسيرة إعادة تشكيل مستقبلها.