* المؤكد أن ثورة 25 يناير أوجدت حالة من التآخي بين المصريين.. لكن ما حدث قبل وأثناء الاستفتاء علي التعديلات الدستورية كاد يقسم الوطن إلي فريقين.. وأصبح السؤال: ماذا نحن فاعلون؟! الإجابة تأتي من فكر الحكماء وأصوات العقلاء.. لا مجال للتخوف من اختطاف ثمار ثورة 25 يناير, وعلي الجميع أن يواصلوا المسيرة حفاظا علي الثمار وصولا إلي الدولة المدنية..
البعض يري أن هذه مجرد أحلام, لكن بعض الزملاء في الأقاليم أرسلوا لنا تغطيات لما دار في أسيوط وبني سويف والفيوم والسويس.. ورأينا أن ننقلها كما هي لأننا نري فيها مصر أو هكذا يجب أن تكون.
* * في الكنيسة الإنجيلية الثانية بأسيوط التقت القيادات المسيحية ممثلة في مطرانية الأقباط الأرثوذكس والأقباط الكاثوليك ورعاة الكنائس الإنجيلية مع القيادات الإسلامية ممثلة في كوكبة من مشايخ مساجد المدينة وممثلي الجماعات الدينية الجهادية والإخوان والتيار الإسلامي والسلفي, فيما اتفقوا علي تسميته بوثيقة العمل المشترك في المرحلة القادمة تحت شعار مصريون متنوعون ومتواصلون.. نبني معا.
فضيلة الكتور عماد علي عبدالسميع إمام وخطيب الجمعية الشرعية أعد وثيقة العمل وقدمها في حضور الآلاف من الشباب المسلمين والمسيحيين ولفيف من رموز وقيادات العمل الوطني والمرأة وأساتذة الجامعات ونائب قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية.. استهلت الورقة -التي لقيت ترحيبا كبيرا من الحضور- بالقول بإن البناء رسالة الأنبياء والمرسلين والقرآن الكريم يحرم الإفساد والمفسدين الذين هم في الغالب مغرر بهم, واللقاءات المتواصلة والجدية تجعل طريق البناء سهلا ميسورا, إذ لم تعد تجدي نفعا الصور التي كان يحرص عليها النظام السابق من معانقة الشيخ للقس, وتقبيل الذقون لأن القلوب مازالت محتقنة والنفوس مختنقة, لكن المرحلة الراهنة تحتم علينا العمل الجاد معا, وأضاف الدكتور عبدالسميع بالقول: من هذا المنبر أنادي بأنه إن أردنا حوارا لوأد القطيعة وقطع دابر كل فتنة فلابد أن نصنع حوارا بناء بين أبناء الوطن الواحد يقوم علي هذه الأطر:
أولا: الاحترام المتبادل لقناعات الأطراف وحق الآخر في الاختلاف.
ثانيا: الصراحة والمصداقية والشفافية وكشف ما أسمته الورقة كل الغرف السرية داخل النفوس حتي لا تتحول اللقاءات إلي مناورات لاطائل وراءها.
ثالثا: التجاوز والصفح, فلابد أن نتعاون لننهض بعضنا بعضا دون تصيد للمواقف وإثارة للشائعات.
رابعا: أن يضع كل واحد منا نفسه في موضع الآخر, ويعامله بما يحب أن يعامل به نفسه.
من جانبه أوضح القس رضا ثابت راعي الكنيسة الإنجيلية الثانية بقوله: المسئولية علينا نحن المسلمين والمسيحيين صارت أعظم والتحديات أكبر بما يوجب ضرورة التواصل الإنساني وقبول الآخر والاستماع إلي بعضنا البعض وترك المساحة للاختلاف في الرأي حتي يكون البناء قويا متماسكا ويشترك فيه أبناء الوطن الواحد, وأكد علي ضرورة تضافر الجهود لصناعة العدالة الاجتماعية وإيجاد فرص العيش الكريم فلا نترك فقيرا يعاني, وأن نتحرك في إطار عهد جديد من التواصل ونستحضر صور وشعارات ميدان التحرير في ثورة 25 يناير عندما صلينا جنبا إلي جنب ونحن نعبد الله, كل بمنهجه الخاص.
* * *
* * واستضافت قاعة مسجد عمر بن الخطاب بمركز ناصر بمحافظة بني سويف اللقاء الأول للإخاء والمحبة وتدعيم أواصر المحبة بين الأقباط والمسلمين بحضور فضيلة الشيخ محمد عيد مدير إدارة أوقاف ناصر, والقمص باسيليوس الأنبا بولا وكيل دير الأنبا بولا, والقمص فام الأنطوني وكيل دير الأنبا أنطونيوس بناصر, والقس يوأنس مسيحة راعي كنيسة مارجرجس, والشيخ سعيد محمود قنديل, والشيخ سعيد حسن حميدة, وعدد كبير من مواطني مدينة ناصر من الأقباط والمسلمين.. وأشرف علي تنظيم اللقاء وقدمه فضيلة الشيخ عبدالناصر طه إمام مسجد عمر بن الخطاب.
أشار فضيلة الشيخ محمد عيد مدير إدارة أوقاف ناصر في كلمته إلي أن المواطنة تعني التفاعل والاندماج بين الأقباط والمسلمين وأن مصر مستهدفة من عدد كبير من القوي الخارجية ولن تفلح أي محاولة لشق الشعب الواحد.
أكد مجدي علي حسن -مدير مدرسة أن الأحداث والشدائد تظهر دائما معدن الأمم.. فمر علي مصر العديد من الأحداث والأزمات لم نر شقاق بين الأقباط والمسلمين بل زادت العلاقة تماسكا وصلابة وجميع المصريين تربطهم رابطة الأخوة فجميع المصريين أقباطا ومسلمين هم جيران وأصدقاء وزملاء بالعمل.. وشريعة الإسلام وضعت بنودا تحفظ للإنسان إنسانيته فلا فرق بين المسلمين والمسيحيين في الحقوق والواجبات ووضعت عقوبات رادعة لمن يتعدي علي حقوق الآخرين بغض النظر عن دينه.
أشار القس يوأنس مسيحة راعي كنيسة مارجرجس بناصر إلي أن سبب تقدم أي مجتمع هي المحبة التي تجمع أفراد الوطن الواحد وأن المحبة ليست بالكلام بل بالفعل والعمل, فظهرت تلك المحبة بالمظاهرات التي نظمها الأقباط عقب الاعتداء علي كنيسة القديسين مارجرجس ومارمينا صول وتضامن عدد كبير من الإخوة المسلمين مع المتظاهرين الأقباط, كما ظهرت المحبة أيضا عند حدوث الفراغ الأمني وحرس المسلمون الكنائس والأقباط والمساجد, ومصر محفوظة بالصلاة التي ترفع عنها, مشيرا إلي أن الأسلحة التي تدافع بها الكنائس عن نفسها هي الصلاة والصوم وما يشاع عن وجود أسلحة داخل الكنائس هو أمر غير صحيح تماما.
أكد المستشار مختار حافظ أن الحوادث الطائفية التي شهدتها مصر قبل ثورة 25 يناير كانت من صنع النظام المخلوع والذي عمل بأسلوب فرق تسد وعندما قامت الثورة وحدث الفراغ الأمني وأصبحت الكنائس دون حراسة لم تمس كنيسة واحدة طوال فترة الفراغ الأمني.
* * *
* * من جانبه أقام نيافة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم أمسية وطنية لشباب 25 يناير وشعب محافظة الفيوم مسلمين ومسيحيين تحت شعار أربعة عشر قرنا من الحب كان في ضيافة نيافته الداعية الإسلامي معز مسعود والدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم والقيادات الشعبية والتنفيذية, وفي حضور الدكتور خليل عميد كلية العلوم بالفيوم, وفضيلة الشيخ سليم وكيل وزارة الأوقاف وعدد كبير من رجال الدين الإسلامي, وقيادات القوات المسلحة, وعدد من رجال الشرطة.
ألقي صاحب النيافة كلمة ترحيب بالحضور وضح فيها علاقة الحب التي جمعت بينه وبين الداعية معز مسعود مرحبا به وبالسيد المحافظ والحضور, واسترسل بعد ذلك موجزا تاريخ علاقة الحب التي جمعت بين المسلمين والمسيحيين علي مدار أربعة عشر قرنا من الزمان, ثم كانت كلمة الدكتور المحافظ التي وضح فيها مدي الاستقرار والأمن في محافظة الفيوم. أما كلمة الداعية الإسلامي معز مسعود كان محورها الارتقاء بالنفس البشرية ووضعها علي طريق الحب والالتقاء, كما كانت الحياة في بداية دخول العرب مصر, وأشاد الداعية بنيافة الأنبا إبرآم وشعب الفيوم, ولا سيما بعد أن سمع التعبيرات والكلمات من الفئات المختلفة التي عبرت عن تلاحم شعبي كبير, في أثناء الأمسية وقف رجال الدين والقوات المسلحة والشرطة والشباب يهتفون بمصر ويتعاهدون علي استمرار التعاون والجهاد من أجل مصر.
قدم فقرات الأمسية التي وصل عدد الحضور فيها آلاف من فئات الشعب المختلفة القمص ميخائيل استراس وكيل عام مطرانية الفيوم.
* * *
* * وفي إطار روح المحبة والإخاء والسلام الاجتماعي الذي يسود بين شعب السويس قام اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني واللواء أسامة الطويل مدير أمن السويس الإخوان المسلمين في مقدمتهم سعد خليفة نائب الشعب السابق والدكتور السيد رأفت العابد وأبو زيد حمدي المنسق العام للجنة الشعبية بزيارة كنيسة السيدة العذراء مريم بالأربعين وسط استقبال حافل وترحاب كبير من أقباط السويس وكان في استقبالهم القمص أنطونيوس ميلاد وكيل المطرانية والقمص بيشوي عزيز والقمص شاروبيم فوزي والقمص سيرافيم شفيق.
القمص أنطونيوس أكد في كلمته أن السويس شعب واحد وروح واحدة, وحذر من اندلاع الشائعات المغرضة وأن نتجاهلها من أجل الحفاظ علي وحدتنا الوطنية بين الشعب المصري بكل طوائفه فهو شعب واحد.
وقال اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث إن الأمن والاستقرار في السويس هدفنا الأول وهدف كل مصري الآن وعلي مدار السنوات السويس تتميز بروح الوطنية العالية جدا ويجب أن نكون آمنين لكي يعم الاستقرار وتستمر الحياة في أمن ويرتفع اقتصاد مصر وبث الطمأنينة بين الناس, دعا المواطنين إلي أن يتعاونوا مع الشرطة وطالب بأن يضرب المثل بمحافظة السويس لكل محافظات مصر في الأمن والاستقرار.
وقال اللواء أسامة الطويل مدير أمن السويس: إنني سعيد بتواجدي معكم الآن ومع شعب السويس البطل وكلنا نعمل من أجل بث الطمأنينة والأمن في أهالي السويس وأن الجميع شعب واحد مسلمين وأقباطا, وأن الأحداث الأخيرة أثبتت مدي ترابط ووحدة أبناء مصر, وأنه تم إنشاء موقع رسمي إلكتروني لمديرية أمن السويس للتواصل الاجتماعي وتلقي شكاوي الأهالي.
ووجه سعد خليفة نائب الشعب السابق عن الإخوان المسلمين التحية إلي شهداء 25 يناير وتحية إلي شهداء الشرطة, وقال: نحن الإخوان المسلمين في خدمة الشعب كله ولا نريد سوي الخير لكل البلد مسلمين وأقباطا, وشعب السويس معروف عنه الوطنية ويجب علينا أن نحافظ عليها لتكون أعظم بلد.
وقال أبو زيد حمدي المنسق العام للجنة الشعبية: نحن إخوة فلن نسمح بأي فتنة في السويس سواء في كنيسة أو مسجد وأيدينا في أيدي الشرطة والقوات المسلحة ولا يوجد فرق بين المسيحي والمسلم.