في رسالته البابوية بمناسبة عيد الميلاد المجيد بالتوقيت الغربي جاء علي لسان الحبر الجليل بابا روما أن المسيحيين في الشرق الأوسط هم الأكثر عذابا واضطهادا في العالم كله.نعم هناك آلام واضطهادات ودموع وآهات عند مسيحيي الشرق ولكن في نفس الوقت هناك رسائل تعزية كثيرة مع ميلاد المسيح.
هناك رسالة السلام, فالمسيح هو ملك السلام وهو رئيس السلام وهو مانح السلام وهو رب السلام وهو صانع السلام بين الأرض والسماء,## فالمجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة##, ## سيولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرئاسة علي كتفه ويدعي اسمه مشيرا قديرا إلها عجيبا أبا ابديا رئيس السلام##.
وهناك رسالة المعونة ## الله معنا لا تخافوهم##, ## فالرب يدافع عنكم وأنتم صامتون##, ## وإن نسيت الأم رضيعها فانا أيضا لا انساكم##.
وهناك رسالة الحضور الإلهي مع المضطهدين, فهكذا قال الرب لشاول ## شاول شاول لماذا تضطهدني؟. فقال من أنت يا سيد؟, فقال الرب أنا يسوع المسيح الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس##.فالرسالة واضحة : أن من يضطهد اولادي هو يضطهدني, فمن يضطهد شعب المسيح أو كنيسة المسيح هو يضطهد المسيح ذاته, ومن يدافع عن المضطهدين هو يدافع عن المسيح ذاته, ومن يعطي الفقراء والمساكين هو يعطي لإخوة الرب, ومن ثم فأن أعظم عمل يمكن أن يفعله الإنسان علي هذه الأرض هو أن يدافع عن المظلومين والمضطهدين وأن يساعد الفقراء.والمسيح يطوب المضطهدين من أجل أسمه ##إن تألمتم من أجل البر فطوباكم أما خوفهم في تخافوهم##, والبر هنا هو يسوع المسيح, الذي هو شمس البر والشفاء في أجنحته.ورسالة الطمأنينة ليست فقط لأن المسيح قد تألم مجربا فهو قادر أن يعين المجربين ,ولكن أيضا لأن المسيح قال وكلامه صادق وأمين أن من يضطهدكم يضطهدني أنا شخصيا. فهل هناك امتياز أكثر من هذا؟ وهل هناك رسالة نبيلة أكثر من الدفاع عن رب المجد ذاته؟.
إن الدفاع عن المضطهدين من أجل الإيمان هو واجب كل مسيحي, لأنه دفاع عن رب المجد ذاته.
لقد حمل عام 2010 الكثير من الآلام ,ولكن هناك تعزيات سماوية كثيرة لهؤلاء الذين حملوا وسام الاضطهاد من أجل مسيحهم.