توقع بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بحلول الأربعاء المقبل,كحد أقصي قبل انتهاء المهلة المحددة لهذا الغرض, وذلك رغم المشاكل الكبيرة التي يواجهها في تكوين ائتلاف يضم الأحزاب اليمينية, بعد تراجع كل من تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما وإيهود باراك زعيم حزب العمل عن المشاركة في الحكومة المقترحة.
وأعلن مسئول كبير في حزب الليكود أن نتانياهو يريد إنهاء المفاوضات حول تشكيل ائتلافه قبل انتهاء المدة القانونية,مشيرا إلي أنه لا يرغب في أن يطلب من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز تمديد المهلة لتشكيل الحكومة لأسبوعين إضافيين,حسب ماتشير إليه اللوائح هناك, من أجل إنهاء مشاوراته مع الأحزاب.
وكشفت الإذاعة الإسرائيلية عن أنه من المنتظر أن يتم خلال ساعات توقيع اتفاق بين حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا علي تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد,الأمر الذي قد يمهد الطريق أمام الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة, وذلك بالرغم من وجود خلاف لا يتمحور علي توزيع الحقائب,ولكنه يتعلق بالتوصل لتفاهم مشترك بشأن قضايا جوهرية, خاصة حول قضية الزواج المدني وقانون الجنسية, حيث يطالب حزب ##إسرائيل بيتنا## بالسماح لغير اليهود بالزواج في إسرائيل , وهو شرط يرفضه حزبا ##شاس## و##يهدوت هتوراة## الدينيان المرشحان للانضمام إلي التوليفة الحكومية.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلي أنه بالنسبة لقضية الزواج المدني فلن يتم سن قانون بشأنه, بل سيفسح المجال أمام عقد قران بين زوجين يكون أحدهما غير يهودي, وبالنسبة لقانون الجنسية الذي يطالب به حزب إسرائيل بيتنا فإن نتانياهو قبل بشرط ليبرمان الذي يقضي بالشروع في سن قانون يتيح للإسرائيليين الذين هاجروا من إسرائيل لكنهم لا يزالون يحملون الجنسية الإسرائيلية بالتصويت في الانتخابات للكنيست, ويدور الحديث عن نحو 800 ألف إلي مليون إسرائيلي يعيشون خارج إسرائيل, وبموجب الاتفاق بين الليكود وإسرائيل بيتنا سيحصل ليبرمان علي خمسة مناصب وزارية,وهي الخارجية ##التي سيقودها ليبرمان نفسه## والأمن الداخلي والعدل والبني التحتية والسياحة.
هذا وقد هدد حزبان من اليمين المتطرف-من أنصار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية-نتانياهو بمنعه من تشكيل الحكومة, وقال رئيس كتلة ##حزب الوحدة الوطنية## (أربعة نواب من أصل 120 في البرلمان) ياكوف كاتس وزعيم حزب ##البيت اليهودي## (ثلاثة نواب في الكنيست) دافيد هيرشكوفيتس للإذاعة إنهما ينسقان جهودهما للحصول علي تنازلات سياسية وحقائب وزارية من نتانياهو. وبدون دعم هذين الحزبين, لن يتمتع نتانياهو بغالبية, ويتمتع نتانياهو حاليا الي جانب دعم حزبه (27 نائبا), ودعم حزب ##إسرائيل بيتنا## بزعامة ليبرمان ( 15 مقعدا) وشاس المتشدد (11 مقعدا) واللائحة الموحدة للتوراة (خمسة مقاعد)مع العلم بأن نتانياهو يعاني من بوادر انقسام داخل حزبه,لأنه يعطي الحقائب الوزارية المهمة لأحزاب الائتلاف الأخري.
وتشير توقعات المراقبين إلي أنه في حالة نجاح نتانياهو في تشكيل الحكومة بشكلها اليميني الضيق, فإنها لن تستمر لأكثر من عام, في ظل إصرار الولايات المتحدة علي إستئناف عملية السلام مرة أخري وإقامة دولة فلسطينية مستقلة, وهو أمر ترفضه بعض الأحزاب المشاركة في مشاورات الحكومة.
من ناحية أخري رجح عوزي أراد أحد المستشارين المقربين من بنيامين نتانياهو أن يقوم الأخير بتعليق محادثات السلام التي تم إحياؤها مؤخرا بين إسرائيل وسوريا بسبب مواقف حكومة دمشق,
وأوضح عوزي, الذي عمل مساعدا لنتانياهو عندما كان رئيسا للوزراء من عام 1996 حتي 1999, أن الأولويات الإقليمية الجديدة لبلاده قد تجعل التفاوض مع الفلسطينيين أكثر إمكانية من التفاوض مع سوريا. وألمح أراد إلي إصرار سوريا علي استعادة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 وتحالفها مع إيران, معتبرا أن هذه المواقف تجعل من إبرام اتفاق بين تل أبيب ودمشق أمرا عسيرا.