تصاعدت الأوضاع في الأراضي العراقية بشكل مقلق حيث اندلع قتال جديد بين القوات الحكومية وعناصر من ميليشيات شيعية في مدينة الناصرية بجنوب العراق, وفقا لما صرح به مسئول بوزارة الداخلية العراقية. ونتيجة تلك الأحداث الدامية دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني أعضاء المجلس إلي جلسة طارئة لمناقشة سبل إنهاء العنف في مدينة البصرة, حيث تشن قوات الأمن العراقية حملة علي الميليشيات المسلحة.
وقال المشهداني إن ممثلي الأحزاب الشيعية والسنية في البرلمان ومنهم نواب موالون للصدر, اتفقوا علي حضور الجلسة الطارئة. وكانت السلطات العراقية قد فرضت حظرا للتجول لمدة ثلاثة أيام في بغداد لاحتواء اشتباكات ميليشيا جيش المهدي التي تهدد بالخروج علي نطاق السيطرة, مع قوات الأمن العراقية.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنه مستمر في محاربة من وصفهم بالعصابات بغض النظر عن انتمائهم الحزبي أو الطائفي. وأوضح المالكي أن العملية تعد رسالة واضحة ومفهومة لكل العصابات, وللذين يحدثون أنفسهم بأنهم سيكونون ندا أو بديلا لسلطة الدولة.
وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الصراع المسلح بين القوات الحكومية والميليشيات المسلحة وهم جميعا من الشيعة, يكشف عن شقاق حاد بين صفوف الأغلبية الشيعية في العراق للمرة الأولي منذ صعودهم إلي قمة السلطة خلفا للرئيس الراحل صدام حسين.
وكان الآلاف من أنصار مقتضي الصدر قد خرجوا إلي الشوارع في أحياء الكاظمية ومدينة الصدر وبعض المناطق الأخري, احتجاجا علي الحملة التي تقوم بها حكومة رئيس الوزراء العراقي, نوري المالكي في البصرة. ووصف المتظاهرون نوري المالكي بأنه ”ديكتاتور جديد” وطالبوا بتنحيه عن منصبه. وتهدد الاشتباكات الأخيرة بإلغاء الهدنة التي أعلنها الصدر بتعليق أنشطة جيش المهدي المسلحة, المستمرة منذ سبعة شهور.
وأفادت الأنباء بسقوط أكثر من 100 قتيل في الاشتباكات المندلعة التي أعلنها المالكي نفسه في مسعي لاستعادة النظام بين الجماعات المختلفة في الجنوب, ومن بينهم الصدريين وعناصر المجلس الإسلامي الأعلي في العراق وحزب الفضيلة.
وفي سياق متصل, قتلت قوات عراقية وأمريكية ثمانية مسلحين إثر قيامهم بمهاجمة نقطة تفتيش عسكرية شمالي العاصمة العراقية. وأفاد البيان أن جنديا عراقيا لقي مصرعه وأصيب سبعة آخرون خلال الاشتباك المسلح. كذلك أعلن الجيش الأمريكي مقتل ثمانية آخرين في شمال العراق يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة, وأنه اعتقل 17 آخرين.
من جهته, جدد الرئيس بوش إشادته بقرار إرسال مزيد من الجنود إلي العراق وإسهام هذه الزيادة في تعزيز الأمن خاصة في العاصمة العراقية.
وفي نفس الوقت أعلن البيت الأبيض أن بوش سيعلن قراره المتعلق بسحب مزيد من القوات الأمريكية من العراق بعد أن يدلي قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر بتقييمهما للوضع العراقي أمام الكونجرس في الثامن والتاسع من أبريل القادم, وكان بترايوس قد أوصي بالتريث في استكمال عملية خفض القوات.