تخطط وكالة الفضاء الأمريكية ناسا للقيام برحلة مأهولة إلي القمر والهبوط علي سطحه في عام 2018 إذا أراد الإنسان العيش في الفضاء الخارجي, فهو سيحتاج إلي ملاذ آمن لحمايته من الإشعاعات الضارة والتقلبات الكبيرة في درجات الحرارة, اكتشف باحثون ألمان قنوات تحت سطح القمر قد تصلح لبناء قواعد لمستكشفي الفضاء.
ويأمل مستكشفو الفضاء استغلال قنوات الحمم البركانية علي سطح القمر كملاذات آمنة بعد اكتشاف فريق من الباحثين الألمان, بينهم هيرالد هايزنجر الأستاذ بمعهد علوم كواكب بجامعة مونستر, ما يعتقدون أنه كوة أنبوب أو قناة حمم بركانية بدت شديدة الوضوح في الصور التي التقطها مكوك الفضاء الياباني سيلين. وكان المكوك سيلين والمعروف أيضا باسمه الياباني كاجويا قد أطلق أول مرة في سبتمبر عام 2007 وجري توجيهه ليصدم عن عمد بسطح القمر في يونية الماضي. وكتب الفريق الذي قادة جونيشتي هاتوياما أحد كبار الباحثين في وكالة الفضاء اليابانية جاكسا: قد تمثل أنابيب الحمم موقعا مهما لبناء قواعد علي سطح القمر في المستقبل سواء للاستكشاف المحلي والتطوير أو كموقع خارجي لخدمة استكشافات ما وراء القمر.
وتوجد علي الأرض أيضا أنابيب حمم بركانية تتكون عندما تبرد الصخور المنصرة المتدفقة من بركات وتزداد صلابتها علي السطح, فيما تستمر الحمم في التدفق تحتها. وإذا جفت الحمم المتدفقة بشكل كامل فإنها تترك تجويفا أشبه بمغارة أو كهف, وقد استغل الإنسان الأول هذه الكهوف للعيش فيها لآلاف السنين قبل أن يتعلم البناء لحماية نفسه من عوامل الطبيعة والحيوانات المفترسة. ولطالما شك العلماء في وجود تشكيلات صخرية كهذه علي سطح القمر, غير أنه كان ينقصهم الدليل.
ملجأ آمن
لاشك أن مستكشفي القمر سيكونون بحاجة إلي ملجأ ليحميهم من التقلبات الحادة في درجات الحرارة والتي قد تصل إلي 300 درجة مئوية ومن آثار أحجار النيازك والإشعاعات الخطيرة: وقال هايزنبرج وهو أحد باحثين اثنين في فريق هاتوياما من جامعة مونستر: إن القمر ليس بمكان يشجع علي الإقامة علي سطحه لفترة طويلة, ومع ذلك يظل هايزنبرج علي اقناعه بأن البشر سوف يسكنون القمر في المستقبل. وفي حال استقر البشر علي ظهر القمر فإن أنابيب الحمم البركانية ستكون بمثابة محطات قمرية آمنة.
ولا تزال الكثير من الأسئلة بحاجة لإيضاح, حيث أن أحدا لم يشاهد تلك الأنابيب عن كثب. وعلي افتراض أنها بالفعل أنابيب حمم بركانية, كيف تبدو من الداخل؟ هل هناك جليد؟ هل هي باردة؟.
وسوف يجبر نقص الهواء الصالح للتنفس علي سطح القمر المستكشفين علي إقامة وحدة سكنية للإقامة بها هناك, وقال هايزنبرج إن اقامة هذه الوحدة أمر ممكن ومفيد ومن شأنه إيواء بشر وكذلك معدات بحث.
لقد أظهرت البيانات التي نقلها المكوك سيلين أن قطر الفجوة المؤدية للأنبوب الذي يعتقد أنه أنبوب حمم بركانية قمرية, يبلغ 65 مترا بعمق ثمانين مترا علي الأقل. وهذه الفجوة موجودة في منطقة بركانية يطلق عليها ماريوس هيلز في الجانب الغربي من القمر المواجه دائما للأرض.
وبحسب ما أعلنه فريق البحث, فإن قطر وعمق الفتحة أكبر بكثير من تلك التي يخلفها نيزك. ومن الأسباب الأخري المحتملة لحدوث فجوة كهذه, الزلازل القمرية أو تأثيرات قوة الجاذبية الأرضية.
ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا من التقاط صور أكثر دقة لمثل هذه الفتحات من المكوك ليونار ريكونيسانس أوربيتر الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في حزيران/يونية الماضي. وتشمل قائمة المسبار تحديد المصادر المحتملة للمياه علي سطح القمر من أجل المهام البشرية المستقبلية.
المصدر: موقع الـCNN