تقع مدينة ماريا البيزنطية علي بعد 45كم جنوب غرب الإسكندرية ورغم الأهمية التاريخية والأثرية للموقع منذ أقدم العصور إلا أن التنقيبات الأثرية والتي بدأت علي يد دكتور فوزي الفخراني وبعثة جامعة الإسكندرية عام 1974 أسفرت عن عدة عناصر معمارية في نفس الطبقة بما يؤكد انتماءها لنفس الفترة الزمنية وهي الفترة البيزنطية كان أهمها أرصفة ملاحية وعدة معاصر وحمامات ومناطق سكنية ومقبرة جماعية في الجزء الجنوبي الغربي, هذا التنوع لأجزاء المدينة التي كشفت عنها التنقيبات الأثرية طوال الفترة الماضية وحتي الآن تؤكد أهمية المدينة من الناحية الأثرية.
هذا ما أكدته الباحثة فهيمة النحاس بالمجلس الأعلي للآثار من خلال بحثها حول مقترح لتطوير مدينة ماريا البيزنطية والذي جاء فيه أهمية منطقة مريوط منذ بداية العصور حتي العصر البيزنطي ودور مريوط في الرهبنة المصرية ثم مدينة ماريا وتحديد مسماها الحقيقي من خلال بعض البرديات القبطية خلال القرن الحادي عشر التي تؤكد أن هذا الموقع بنيت مدينة تسمي فلكسنيني أمر بإنشائها الحاكم الروماني بالإسكندرية كاستراحة للحجاج إلي أبو مينا لتصبح بها سوق تجارية كبيرة وحمامات عاممة وفنادق وغير ذلك من المباني العامة لخدمة الحجاج ومع الحفائر الأولي بالمنطقة عام 1976 ظهرت أرضية للميناء المخصص لنقل زوار أبو مينا من الإسكندرية إلي أبو مينا وإلي الجنوب الغربي عثر علي منزل ضخم يؤكد أنه ربما يكون لحاكم أو شخصية عظيمة ثم مصنع للنبيذ ومقبرة ومما يؤسف له أن المنطقة حتي الآن لم تحظ بالقدر الكافي من الصيانة والترميم للحفاظ عليها كما أنها لم توضع علي الخريطة السياحية باعتبارها مزارا أثريا في مدخل مدينة الإسكندرية يستطيع أن يجذب هواة المزارات التاريخية والدينية وكان أحد أسباب هذا الإهمال هو بعدها النسبي عن مدينة الإسكندرية ووقوعها في منطقة شبه صحراوية.
يمكننا القول إن مشروعات التطوير الحديثة بالمنطقة كإنشاء مطار برج العرب رغم تعديه علي بعض أجزاء المدينة لتوفير الطرق المؤدية إلي المطار إلا أنه ييسر الوصول إلي المدينة بعدة طرق جعلت الموقع محط أنظار البعثات العلمية من جديد لإعادة اكتشاف أجزاء المدينة وفي الفترة الحالية تتعرض أطلال المدينة لعديد من المشكلات منها كثرة التعديات علي الموقع من الأفراد ورجال الأعمال رغبة في عمل منتجعات بالمنطقة وأيضا مشكلات ارتفاع منسوب المياه ببحيرة مريوط مما أدي إلي غرق مساحات كثيرة من المدينة الأثرية بما يعرضها لتتآكل بفعل الأملاح المركزة بالماء ويتعرض البحث لفكرة مشروع مقترح للحفاظ علي المدينة في إطار وضعها للزيارة بعمل عرض وثائقي لكل ما عثر عليه من أطلال معمارية بالمدينة هذا العرض يصبح ضمن عرض متحفي مفتوح للمدينة يسهل للباحثين فهم طبيعة الموقع وما كانت عليه في العصر القديم. نناشد المجلس الأعلي للآثار المسئولين بمحافظة الإسكندرية وعلي رأسهم اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية بسرعة الانتباه للموقع ووضعه علي الخريطة السياحية.