احتياج الطفل للرعاية والحماية لاحدود له.فالطفل هو امتدادنا,وهو الأمل وهو المستقبل ونحن نريد له كل رعاية وحماية حتي يشب بلا مشكلات أو متاعب أو عقد نفسية .ونحن ندرك أن أطفال اليوم غير أطفال الأجيال الماضية,ونطلق عليهم بفخر أنهم أبناء الكمبيوتر والإنترنت والمحمول,وأنهم يستخدمون التكنولوجيا بسهولة وبساطة لايستطيع الكثيرمن الآباء والأمهات والكبار أن يفعلوا مثلهم ويتصرفون بالمهارة المطلوبة.وكل هذا جميل ويدعو إلي الفخر والمباهاة.فمنذ الطفولة والصفر يستطيع الطفل أن يمارس كل هذه المهارات وقضي الساعات يمارسها بلا كلل أو ملل.
ولكن هذا الطفل الذي نتباهي به ينقصه عامل مهم كان يتمتع به أطفال الأمس, ينقصه دفء الأسرة والمشاعر الجميلة والحب والحنان الذي كان يعيش فيه أطفال الأمس أنه لايعيش طفولته الحقيقية بين ذراعي أمه وأحضان أبيه.لقد تباعدت المسافة بينه وبين والديه.لم يعد أحدهما أو كلاهما يمنحانه مشاعر الحب والاحتواء الجميل,ويقضيان معه أوقات سعيدة يحوطانه برعايتهم واهتمامهم.يلقناه الكلام ويراقبان النمو ويسعدان برؤية خطواته الأولي.ويشجعانه ويفرحان بالتقاط الصور الجميلة له في أعماره المختلفة ويقصان عليه الحكايات البسيطة التي تشعل خياله وتأخذه إلي أحلام الطفولة وشطحاتها,كما كانت تفعل الأم زمان وأحيانا جدة أيضا.
حلتالدادةأو المربية محل الأم ولم يعد يتسع وقت الأم إلي هذه المشاعر الدفينة والجلسات الحبيبة.ولذلك نستطيع أن نقول إن طفل اليوم افتقد كل ذلك.وتراخت مشاعره.ولم تستطع المربية أن تشعل مشاعر الطفل وتكون بديلة عن الأم والدور الذي كانت تقوم به وتأثيره علي مشاعر وأحاسيس الطفل الصغير .وافتقد الطفل دفء الأسرة وأصبح يبحث عما يعوض عنها أحيانا مع صديق أو زميل في مدرسة أو انشغاله ساعات أمام التليفزيون والكمبيوتر والإنترنت أو الهروب من البيت إلي الشارع ويكبر قبل الأوان.
ومهما كانت مشاغلنا واهتماماتنا بأعمالنا فلابد أن ندرك أن أطفالنا في حاجة إلي تواجدنا معهم وتخصيص أوقات يومية ليس فقط لرعايتهم وحمايتهم ولكن لإثراء مشاعر الحب والدفء في طفولتهم ولايكفي إغداق المال عليهم عوضا عن الحب.