الطريق استثمار جديد, وأول خطوة علي ضمان طريق السلامة. ولكن الطريق وحده لا تكتمل سلامته إلا إذا كان مضاء بشكل صحيح ليلا. وهناك في أماكن ليست بعيدة عيون ترصد وتشاهد وتمنع الأخطاء, وتضمن احترام التعليمات وسلامة المواطنين, وتقليل الحوادث التي نعاني منها بشكل يومي وبأعداد رهيبة. وتحصد أرواح أسر عديدة بكل أفرادها صغارا وكبارا.
وهذه بعض الملاحظات الخطيرة والتي بسببها تحدث الحوادث الخطيرة التي تحصد الأرواح. أول هذه الملاحظات علي الطرق الطويلة أن معظم أجزاءها إن لم تكن كلها بلا أنوار, ظلام دامس في الليل لا يكاد السائر فيها يري ما أمامه إلا في شكل أشباح لا يستطيع أن يحدد أية ملامح لها. وفي الطرق المزدوجة يفاجأ بشبح سيارة ضخمة بجرار تمر بجواره سريعة وخاطفة, أو يفاجأ بأنها تصطدم به فلا يري أو يسمع أو يدرك أي شئ, فقد يفقد حياته في لحظتها, أو يفتح عيناه بعد ساعات قضاها في غيبوبة تامة فيجد نفسه ممددا علي سرير في مستشفي بين الحياة والموت. إننا ننفق آلاف وملايين الجنيهات علي إنشاء الطرق وتمهيدها ونتركها تسبح في الظلام بلا بصيص من نور توفيرا أو إهمالا.
والملاحظة الثانية عدم الالتزام بالتعليمات, فسيارات النقل بجراراتها السبب الأول في الحوادث والكوارث, ولا تلتزم بيمين الطريق, ولا تلتزم بالسرعة المحددة وتمرق في وسط الطريق أو يساره أو تدور وينفصل جرارها محدثا الكارثة.
وثالث الملاحظات علامات الطريق التي تنبه إلي الاتجاهات والمعلومات وترشد السائق, بعضها منزوعا, وبعضها بها تعليمات تناقض ما قبلها وما بعدها. وتبلبل السائق. وملاحظة مهمة جدا وهي عدم الاهتمام بالكشف علي السائقين والتأكد من عدم وقوعهم تحت تأثير المخدرات, وأن لديهم رخصة قيادة صالحة التاريخ, وليس بهم عيوب تمنع من القيادة.. فقد اكتشف المسئولون سائقين يقودون بساق واحدة أو لا يصلحون للقيادة أو لا يحملون أي رخص. ونصل إلي سلامة السيارة نفسها وسلامة فراملها والالتزام بالتعليمات المحددة وعدم مخالفتها أو السير في عكس الاتجاه, أو الوقوف في وسط أو جانب الطريق بلا أنوار تنبئ عن وجودها حتي لا نصطدم بها.
إذا كنا جادين فعلا في تجنب الحوادث اليومية المتكررة وإنقاذ عشرات ومئات الأرواح للذين ينصبون ضحايا يوميا, لابد أن نتحقق من كل هذه الملاحظات والقواعد ونلتزم بها بحزم كامل.