الإصرار علي الغش, هذا ما حدث في امتحانات الشهادة الإعدادية. فقد وضعت وزارة التربية والتعليم خطة سرية لنقل أسئلة الامتحانات إلي المحافظات وإلي المدارس بشكل سري وخفي. ولكن هذه الخطة السرية بكل تفاصيلها تسربت, وتسرب معها امتحانات مادة الجبر للشهادة الإعدادية في محافظة قنا قبل ليلة من أداء الطلاب للامتحان وذلك داخل مركز نجع حمادي الذي يتضمن 46 لجنة فرعية.
ونتيجة لذلك قرر وزير التربية والتعليم تغيير أسئلة امتحانات 3 مواد متبقية هي الدراسات والعلوم واللغة الإنجليزية, وإعادة طبعها بالمطبعة السرية بمحافظة قنا.
والتحقيق فيما حدث وكيف تسربت ورقة الأسئلة ومن الذي سربها وكيف بيعت ووصلت إلي أيدي التلاميذ. كما طلب الوزير اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد مواعيد جديدة ومفاجئة لتحرك سيارات نقل الأسئلة, وتغيير خطوط السير بالتنسيق مع وزارة الداخلية وتقرر توزيع امتحانات المواد يوما بيوم في الواحدة بعد منتصف الليل لتصل قبل بدء الامتحانات بوقت قليل. وسوف يطبق هذا النظام مع امتحانات الثانوية العامة.
والسؤال: ألا توجد طريقة مدروسة ومحددة تضمن وصول أوراق الامتحانات إلي أيدي الطلبة فقط ولا تتيح أية فرصة للأيدي الفاسدة والمفسدة إلي تسربها وتبعها وتعطيها للطلبة لتمكنهم من الغش. إن توصيل الأسئلة بالسيارات وسط دروب ومنافذ عديدة لا تضمن أبدا أن نقل أوراق الامتحانات سلبية حتي لو حرس كل سيارة مجموعة من رجال الأمن, لابد من طريقة آمنة مائة بالمائة تضمن ذلك.
وفيما مضي منذ سنوات طويلة حاول الدكتور فتحي سرور عندما كان وزير للتربية والتعليم أن يمنع الغش في الامتحانات فركب طيارة وفتش علي لجان الامتحان ليمنع الغش. وللأسف أن الطلبة يتفننون أساليب مختلفة ومبتكرة ليستمروا في الغش ويساعدهم في ذلك عديمو الضمير والفاسدون, ويبارك الآباء والأمهات هذا المسلك المخجل والمعيب مادامت النتيجة هي النجاح والتفوق. والنتيجة إصرار علي الغش ومعركة مستمرة بين محاولات منع الغش ومحاولات اختراقها والخاسر هو العملية التعليمية ذاتها وتدهور مستوي التعليم والنجاح المشكوك فيه!!.