احتفلنا في اليوم المحدد بعيد الأم,وتم تكريم العشرات من الأمهات بالعيد وتوزيع الجوائز والدروع. وبطول مصر وعرضها شمل التكريم أمهات مثاليات في جميع المحافظات ومن كل الفئات. وأمهات من القوات المسلحة ومن الشرطة ومن فئات متنوعة. بل وتم تكريم سيدات بارزات لدورهن في إثراء العمل من أجل الأسرة ومساندتها وخدمتها. وبالطبع كل هذا جميل ومطلوب. أما الذي أفسد هذا العمل هو ما حدث وما يحدث من خلو هذا الاحتفال من الأمهات المسيحيات. وتجاهل المسئولون هؤلاء الأمهات,وتناسيهن تماما,فلم يضعوهن في الحسبان. ألا توجد ولا أم مسيحية مثالية تستحق التكريم والإشادة بها والاحتفال بدورها وعطائها. ولقد تكرر النسيان والتجاهل في سنوات مضت. ولم يفكر أحد في تصحيح هذا الوضع الخاطئ والذي يبعث علي الضيق والتجاهل والإهمال. ويتناسي المساواة المطلوبة والتي تسعي المواطنة إلي تفعيلها.
وإذا كانت أجهزة في الدولة لا يعنيها ولا يهمها أن تساوي بين كل الفئات وتحترم مبدأ المواطنة أفلا تفكر المؤسسات المسيحية في ترشيح أمهات مثاليات قمن بأدوار بارزة وبناءة في رعاية الأسرة وتنشئة أجيال صالحة ومشاركة في تنمية المجتمع. وتقدم هذه المؤسسات نماذج فاضلة وناجحة ولها بصمة في داخل الأسرة وتماسكها وتقديم أبناء وشباب يفخر بهم الوطن,ودور ثابت في الحياة الاجتماعية. وتقوم بالاحتفال بهذه النماذج والأمهات المثاليات المسكوت عن ضمهن إلي الأمهات المثاليات اللواتي يتم الاحتفال بهن كل عام من قبل الدولة. ألا يستحق هؤلاء التكريم والإشادة بهن وحصولهن علي الجوائز ونشر صورهن ونبذة عن ما قمن به من عمل وأدوار وعطاء لا يمكن إنكاره؟!.
إننا في بيوتنا نكرم أمهاتنا ونعترف بفضلهن كل أيام السنة ونحيطهن بالرعاية والحب والاهتمام, ونقدم لهن الهدايا وندعو لهن بالصحة والعمر الطويل ونعترف بفضلهن. فهل نكمل سعادتهن والإشادة بهن والاحتفال بهن كأمهات مثاليات أمام الجميع. إنها دعوة لتحقيق المساواة وتصحيح الخطأ والتجاهل الذي يتكرر كل عام.
ليلي…